مع عيد الأضحى المبارك لعام 2025، يثار تساؤل شائع بين المسلمين حول حكم من فاتته صلاة العيد، خاصة مع السهر ليلة العيد الذي قد يؤدي إلى تفويت صلاة الفجر أو صلاة العيد نفسها, وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي في هذه المسألة.

قضاء صلاة العيد: جائز وليس واجبًا

بيّنت دار الإفتاء المصرية أنه لا بأس في قضاء صلاة العيد لمن فاتته، وذلك عملًا بمذهب الفقهاء الذين قالوا بذلك, وأضافت أن من لم يقضها فلا شيء عليه، مما يعني أن قضاءها ليس واجبًا، لكنه مستحب وجائز.

وأكدت الإفتاء، في فتوى منشورة على موقعها الإلكتروني، أن صلاة عيد الأضحى تُقضى كغيرها من الصلوات الفائتة, واستشهدت بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فإنَّ الله يقول: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: 14]"، وهو حديث أخرجه الشيخان واللفظ لمسلم.

آراء الفقهاء في قضاء صلاة العيد
استعرضت دار الإفتاء آراء عدد من الفقهاء التي تؤيد جواز قضاء صلاة العيد:

الإمام المُنَاوي: ذكر في "فيض القدير" أن "من نسي صلاة مكتوبة أو نافلة مؤقَّتة فلم يصلِّها حتَّى خرج وقتها... (أن يصليها) وجوبًا في المكتوبة وندبًا في النفل", وهذا يشمل صلاة العيد باعتبارها نافلة مؤقتة.

فعل أنس بن مالك: ورد عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك، خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: "كان أنس إذا فاتته صلاة العيد مع الإمام جمع أهله فصلَّى بهم مثل صلاة الإمام في العيد", هذا الأثر رواه البيهقي في "السنن الكبرى" وأورده البخاري في "صحيحه" معلَّقًا، وبوَّب له بقوله: "باب إذا فاتته صلاة العيد يصلي ركعتين، وكذلك النساء ومن كان في البيوت والقرى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «هذا عيدنا أهل الإسلام»", كما نقل البخاري فعل أنس بن مالك الذي أمر مولاه ابن أبي عتبة بالزاوية فجمع أهله وبنيه وصلى بهم كصلاة أهل المصر وتكبيرهم.

رأي عكرمة وعطاء: قال عكرمة: "أهل السواد يجتمعون في العيد يصلون ركعتين كما يصنع الإمام", وقال عطاء: "إذا فاته العيد صلى ركعتين".

الحافظ ابن حجر: ذكر في "فتح الباري" أن أثر أنس بن مالك موصولٌ بسند صحيح عن ابن علية عن يونس بن عبيد عن بعض آل أنس، أن أنسًا كان ربما جمع أهله وحشمه يوم العيد فيصلي بهم عبد الله بن أبي عتبة مولاه ركعتين.

يُعد هذا التوضيح بمثابة دليل شرعي للمسلمين الذين قد تفوتهم صلاة العيد لأي سبب، مؤكدة على يسر الشريعة الإسلامية ومرونتها.