قال الدكتور أحمد الرخ، أستاذ جامعة الأزهر الشريف، إن الحديث النبوي الشريف الذي رواه النبي ﷺ: «سددوا وقاربوا، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمةٍ منه وفضل»، يؤكد حاجة الإنسان المستمرة إلى رحمة الله تعالى، إذ لا يوجد أحد على وجه الأرض يستطيع الاستغناء عنها.
جاء ذلك خلال حلقة برنامج "مع الناس" المذاع على قناة الناس، حيث أوضح الدكتور الرخ أن الحديث يعكس حقيقة أن الإنسان مهما بلغ من الطاعة والصلاح فهو حامل للذنوب والتقصير، ولا يمكنه النجاة إلا برحمة الله ومغفرته.
واستشهد بآية من القرآن الكريم: «ورحمتي وسعت كل شيء»، التي تفتح باب الأمل لكل مذنب وتدعوه لعدم اليأس من عفو الله.
وأشار إلى أن النبي ﷺ بين سعة رحمة الله بقوله: «إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والهوام، فبها يتراحمون، وأخّر تسعًا وتسعين يرحم بها عباده يوم القيامة»، مبينًا أن رحمة الله في الآخرة أعظم بكثير من تلك التي نراها في الدنيا.
كما استشهد الرخ بكلام الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي كان يؤكد أن الله سيغفر غفرانًا عظيمًا يوم القيامة، مستشهداً بالحديث القدسي: «يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي».
وأكد الدكتور الرخ أن النصوص الشرعية كلها تدل على أن باب الرحمة مفتوح مهما عظمت الذنوب، داعيًا الناس إلى ملء قلوبهم بالأمل والرجاء وعدم الاستعظام أو اليأس من رحمة الله الواسعة، مشددًا على أن الإيمان الحق يجمع بين الخوف من الله والرجاء في رحمته ومغفرته.
