أظهرت تجارب ميدانية في مزارع الأبقار أهمية طريقة خلط العلف في ضمان توزيع المغذيات بشكل متجانس، مؤكدة أن الخلط اليدوي السريع قد يكون سببًا رئيسيًا لتفاوت النمو وانخفاض الإنتاج.

يعتقد بعض المربين أن استخدام الجاروف أو المجرفة كافٍ لتوزيع مكونات العلف، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن عدم التجانس في الخلطة يُعد من أبرز الأسباب الخفية وراء ضعف الإنتاج.

ويعود ذلك إلى اختلاف الوزن والحجم والكثافة بين المكونات، فمثلًا كسبة فول الصويا أخف من الذرة، بينما الأملاح المعدنية والفيتامينات دقيقة جدًا وقد تترسّب في قاع الخلطة إن لم تُوزع جيدًا.

النتيجة: بعض الحيوانات تحصل على وجبة غنية بالبروتين والمعادن، بينما يحصل البعض الآخر على وجبة فقيرة بالمغذيات، رغم أن العلف يبدو متجانسًا للعين المجردة.

ويشير الخبراء إلى عدة طرق للحد من هذه المشكلة، من بينها:

خلط المكونات الجافة جيدًا قبل إضافة السوائل أو المولاس.
التقليب لعدة دقائق إضافية حتى تتجانس الألوان والرائحة.
تحضير “premix” بخلط كميات صغيرة من الفيتامينات مع النخالة قبل إضافتها للكمية الكلية.
استخدام الخلاط الميكانيكي لمدة 10–15 دقيقة حسب حجم الخلطة، إذا كان متوفرًا.
في إحدى مزارع الأبقار فياحد القري ، لوحظ تراجع مفاجئ في إنتاج الحليب لدى نصف القطيع فقط.
وأظهر الفحص أن الخلط اليدوي السريع تسبب في تراكم الأملاح والفيتامينات في أسفل الخزان، ما أدى إلى تفاوت المغذيات بين الحيوانات.
بعد تعديل طريقة الخلط وتقسيم الإضافات على مراحل، عاد الإنتاج إلى مستواه الطبيعي خلال أسبوعين فقط.
ويؤكد المختصون أن طريقة خلط العلف ليست مجرد تفصيل بسيط، بل هي جزء أساسي من جودة التغذية، فالعليقة المتوازنة لا تحقق النتائج المرجوة إذا لم تُخلط وتُقدَّم بالتجانس المطلوب.