أ
أ
أكد الأستاذ محمد عثمان، استشاري الإنتاج الحيواني، أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم قوة محركة في تطوير قطاع الإنتاج الحيواني، لاسيما في مزارع الألبان والتسمين، مشيرًا إلى أن الاعتماد على تقنية الحساسات (Sensors) أحدث نقلة نوعية في دقة الإدارة والرعاية الصحية للحيوانات.
أنواع الحساسات ودورها في المزارع:
أوضح عثمان أن أنظمة الحساسات في المزارع تنقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسية، تعمل على أتمتة العمليات الزراعية وتحسين الكفاءة:
الحساسات البيئية (Environmental):
تراقب درجة الحرارة والرطوبة داخل المزارع، وتقوم بتشغيل أنظمة التبريد تلقائيًا عند الحاجة، دون تدخل بشري، مما يضمن بيئة مثالية للإنتاج.الحساسات الفسيولوجية:
تُستخدم لمتابعة جودة الإنتاج، مثل قياس نسب الدهون والبروتين في الحليب، ما يساعد في تقييم الأداء الإنتاجي لكل بقرة.الحساسات السلوكية (الحركة):
تقيس عدد خطوات الحيوان على مدار اليوم، وتُستخدم هذه البيانات في:تحديد فترات الشياع والتلقيح: زيادة عدد الخطوات تدل على دخول البقرة في مرحلة الشياع، وهو ما يسمح بتحديد أنسب توقيت للتلقيح بدقة، خاصة أن فترة التلقيح لا تتجاوز 12 ساعة، وتفويتها تؤدي إلى تأخير الدورة التالية نحو 20 يومًا.
الكشف المبكر عن الأمراض: انخفاض معدل الحركة يُعد مؤشرًا على وجود مشكلة صحية، مما يساعد على التدخل السريع والعلاج المبكر.
الذكاء الاصطناعي ودقّة المتابعة:
وأشار عثمان إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على مراقبة السلوك فقط، بل تمتد لتشمل:
تحديد مواعيد الولادة بدقة من خلال متابعة نشاط الحيوان وتغيراته السلوكية.
قياس إنتاج الحليب لكل بقرة بل ومن كل ربع في الضرع، لتحديد الكفاءة الإنتاجية بدقة عالية.
الكشف عن التهاب الضرع عن طريق تحليل تركيز أيونات الكلورين (Chloride Ion) في الحليب، وهو ما يساعد على التشخيص السريع قبل تفاقم الحالة.
رفع كفاءة المزارع وجودة الإنتاج:
واختتم خبير الثروة الحيوانية حديثه مؤكدًا أن دمج الذكاء الاصطناعي مع أنظمة الحساسات يمثل مستقبل الإدارة الحديثة للمزارع، لأنه يتيح رصد الحالات المرضية مبكرًا والتعامل الفوري مع الأبقار المريضة، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة الإنتاجية وتحسين جودة الحليب واللحوم بشكل مستدام.