اكتسبت سلالة ماعز البور، التي تعود أصولها إلى جنوب إفريقيا، اهتمامًا متزايدًا في قطاع الثروة الحيوانية، وذلك بفضل خصائصها الفريدة التي تمكنها من التكيف والبقاء في ظروف بيئية صعبة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمربين الباحثين عن كفاءة في الإنتاج وقدرة على الاستفادة من الأراضي الهامشية , وتبرز هذه السلالة بمزاجها المعتدل ومتطلباتها الرعائية المنخفضة مقارنة بأنواع الماشية الأخرى.

التكيف والمرونة الغذائية

تتميز ماعز البور بمزاجها الهادئ وسهولة التعامل معها، كما أنها لا تتطلب عمليات حلب يومية أو رعاية خاصة بالصوف، مما يقلل من الأعباء التشغيلية على المربي, القدرة اللافتة لهذه السلالة تكمن في تحملها لظروف قلة الغذاء، حيث تستطيع البقاء والازدهار في بيئات قد تكون غير مناسبة لأنواع الماشية الأخرى.

وقد تم تحسين سلالة البور بشكل خاص للاستفادة القصوى من الأراضي التي يصعب استغلالها بشريًا، ما يجعلها تقضي وقتًا أطول في الرعي مقارنة بسلالات الماعز الأخرى، مما يعزز من كفاءتها الاقتصادية.

 تفضيل البيئات الجافة والسلوك الرعوي

تُعرف ماعز البور بسلوكها الرعوي المميز، حيث تفضل الرعي في الأجواء المشمسة، على عكس الماعز الحلوب التي تميل للبقاء في الظل. تتواجد هذه الماعز بكثرة في الأراضي التي قد لا توفر كميات كافية من الغذاء للماعز الحلوب، مما يؤكد قدرتها على الازدهار في البيئات القاحلة.

وتفضل هذه السلالة المناخات الجافة بشكل طبيعي، نظرًا لموطنها الأصلي في جنوب إفريقيا، ونادرًا ما تتواجد أو تزدهر في المناطق ذات الرطوبة العالية أو الأمطار الغزيرة، مما يستدعي مراعاة الظروف المناخية عند التفكير في تربيتها.

الآفاق المستقبلية لتربية ماعز البور

تُعد خصائص ماعز البور هذه، من تحمل للظروف القاسية وكفاءة في الرعي وانخفاض متطلبات الرعاية، عوامل أساسية تجعلها محط أنظار المربين في المناطق التي تعاني من شح الموارد أو قسوة المناخ.

يمكن أن تسهم تربية هذه السلالة في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم في البيئات الصحراوية وشبه الصحراوية، مما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار الزراعي المستدام.