تُعد أمراض الجهاز التنفسي من التحديات الكبيرة التي تواجه الثروة الحيوانية، خاصة الأغنام والماعز، وتؤثر بشكل مباشر على صحة الحيوانات وإنتاجيتها. 

هذه الأمراض قد تنجم عن عوامل مختلفة، بما في ذلك الضغط على الرئتين الناتج عن حالات مثل النفاخ أو تراكم السوائل في حالات مرض القلب الرئوي، أو العدوى البكتيرية والفيروسية، بالإضافة إلى سوء الإدارة والإجهاد البيئي.

أعراض أمراض الجهاز التنفسي وتأثيرها
عند إصابة الأغنام بمشاكل تنفسية، قد تظهر عليها أعراض مثل:

• إفرازات أنفية (مخاطية، صديدية، أو دموية).
• صعوبة في التنفس مع حركة تنفسية بطنية واضحة.
• التنفس من الفم واللهاث.
• فقدان الوزن وضعف عام يؤثر على الحركة والتفاعل.

ويُعد الالتهاب الرئوي مشكلة خطيرة، خاصة إذا كان ناجماً عن بكتيريا مثل Pasteurella multocida وMannheimia haemolytica، والتي تسبب التهابات حادة قد تؤدي إلى النفوق. عوامل مثل العدوى الفيروسية، طفيليات الرئة، الإدارة السيئة، والإجهاد الناتج عن النقل أو تقلبات الطقس (كالبرد الشديد أو الحرارة المرتفعة والعواصف الرملية) تزيد من خطر الإصابة.

النباتات الطبية والعطرية: حل وقائي وعلاجي

باتت المستخلصات النباتية الطبيعية خياراً واعداً لتعزيز مناعة الأغنام والماعز ومقاومتها للأمراض التنفسية. يمكن استخدامها في عدة جوانب:
1- كمضادات حيوية طبيعية: مثل الثوم الذي يحتوي على زيوت طيارة ذات خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يساهم في القضاء على الميكروبات المسببة للأمراض.
2- كمنشطات للجهاز المناعي: تحتوي بعض الأعشاب على مركبات مثل الفلافونويدات التي تعزز مناعة الحيوانات. من الأمثلة: 
- الإشينسيا (القنفذية): معروفة بخصائصها المضادة للبكتيريا وتعزيز المناعة، وتُستخدم أيضاً في علاج الجروح والالتهابات.
- عرق السوس: يحتوي على صمغ نباتي يخفف ويرطب تهيج والتهاب الأغشية المخاطية، بالإضافة إلى مركب الليكوشالكون المضاد للميكروبات والالتهابات، مما يعزز التعافي من أمراض الرئة.

3- كمطهرات طبيعية: يمكن استخدام مستخلصات نباتية لتنظيف المشارب والمعالف والمساكن لقتل الجراثيم. ومن الأمثلة: 
- الزنجبيل: يحتوي على مركبات مضادة للالتهابات والجراثيم (مثل الجنجيرول والشوجول والزنجيرون) التي تساعد في تهدئة الالتهابات وتقليل الأعراض.
- النعناع: يساعد في ترطيب الرئتين وتفكيك المخاط، مما يقلل من السعال والأعراض الأخرى.
- الريحان: غني بمواد مضادة للجراثيم ومطهرة ومسكنة، مما يعمل على تأخير انتشار العدوى وتخفيف الالتهاب.
- زيت الكافور: مطهر قوي ومزيل للاحتقان، يساعد في تخفيف أعراض الالتهاب الرئوي ويقضي على البيروسات والبكتيريا والفطريات.

4- كمكملات غذائية وعلاجات طبيعية: إضافة بعض الأعشاب والنباتات الطبية إلى علف الحيوانات يحسن من صحتها العامة ويزيد من مقاومتها للأمراض.

من أبرزها: 

- ورق اللبلاب (Hedera helix): مستخلصاته تعمل على توسيع الممرات الهوائية وتحفيز الغدد القصبية في الرئتين، مما يساعد في تخفيف الأعراض.
- المستكة: تحتوي على عوامل مضادة للبكتيريا والفيروسات، مما يجعلها فعالة في مقاومة التهابات الرئة، ويمكن استخدامها مذابة في زيت الزيتون.

إجراءات وقائية في المزارع للحد من انتشار الأمراض التنفسية:

لتقليل خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي والخسائر في قطعان الأغنام، يجب اتباع الإجراءات الوقائية التالية:
• عزل الحيوانات المصابة فوراً: لمنع انتقال العدوى إلى القطيع الرئيسي.
• البدء بالعلاج الفوري: بمساعدة الطبيب البيطري المتخصص.
• حظر نقل الحيوانات المصابة: لمنع انتشار المرض بين المناطق.
• تنظيف وتطهير دوري: للمشارب والمعالف بانتظام.
• تقييد حركة العمال: لمنع انتقال العدوى بين المزارع المختلفة.
• تطبيق برنامج تحصين شامل: باستخدام اللقاحات المناسبة لتقوية مناعة الحيوانات السليمة.
• توفير بيئة صحية: من خلال التهوية الجيدة في المساكن وتوفير مساحات كافية لكل حيوان.
• تجنب الاستخدام الوقائي للمضادات الحيوية: يجب استخدامها فقط عند الضرورة القصوى وبإشراف طبيب بيطري لتقليل خطر تطور مقاومة البكتيريا.

• إضافة الأعشاب والنباتات الطبية كالمكملات الغذائية: والاهتمام بجودة ونوعية الطعام المقدم للأغنام.


ختاماً، بينما يُعد علاج الالتهاب الرئوي بالأعشاب تدخلاً وقائياً يهدف إلى تخفيف الأعراض، فإنه لا يحل محل العلاج الطبي الذي يصفه الطبيب البيطري.
دائماً يُنصح باستشارة الطبيب البيطري لتقييم حالة الحيوانات واختيار خطة العلاج الشاملة والفعالة لضمان الحفاظ على صحة القطيع.