أ
أ
تُعد الإبل من الحيوانات الذكية والهادئة التي اعتادت التعامل مع الإنسان، خاصة الإبل وحيدة السنام التي تتسم بطبيعة مطواعة تجعل من السهل ترويضها والتعامل معها في البيئات الرعوية أو الحظائر.
طبيعة الإبل وسلوكها الاجتماعي
تتميز الإبل بذاكرة قوية، حيث إنها لا تنسى أماكن المياه والغذاء، وتعود بشكل تلقائي إلى أماكن إيوائها المعتادة بعد انتهاء فترات الرعي، سواء طالت أو قصرت. كما أن الإبل تميل إلى الراحة بعد غروب الشمس وتتوقف عن الرعي تلقائيًا، ما يسهل عملية تنظيم القطيع.

وفي إدارة حركتها، يستخدم الرعاة أسلوب تقييد إحدى الأرجل الأمامية بثنيها إلى الخلف، ما يجعلها تقف على ثلاث أرجل فقط بهدف الحد من حركتها ليلاً.
أساليب التحكم بالإبل
يلجأ المربون في بعض الأحيان إلى استخدام أدوات مثل اللجام، أو السيطرة على الأنف أو الذيل أو الشفاه لإخضاع الإبل والتعامل معها في المواقف المختلفة.
ومع أن هذه الوسائل فعالة في بعض الحالات، إلا أن الإبل قد تُظهر رفضها عبر إصدار أنين أو قذف محتويات من البطن عن طريق الفم، ما يدل على انزعاجها.
كما أن التغير المفاجئ في نظام الرعاية أو البيئة المحيطة قد يؤدي إلى حالات من الإسهال بسبب القلق أو الخوف.
ظاهرة "حرون الإبل" نتيجة المعاملة القاسية
من الظواهر السلوكية اللافتة لدى الإبل ما يُعرف بـ"الحرون"، وهي امتناع الحيوان عن الحركة والبقاء جالسًا (باركًا) لساعات طويلة، مع رفض الأكل أو الشرب، نتيجة تعرضه لمعاملة قاسية.

وفي مثل هذه الحالات، يُنصح بترك الحيوان دون تدخل بشري مباشر، مع وضع الغذاء على مسافة قريبة منه، وإدخال إبل أخرى إلى نفس المكان لتشجيعه على العودة إلى طبيعته تدريجيًا.
سلوكيات غير طبيعية في الحظائر المغلقة
وعند احتجاز الإبل في حظائر مغلقة لفترات طويلة، تظهر سلوكيات غير طبيعية، مثل مضغ الأسوار، أو لحس الأتربة، أو المشي المستمر بمحاذاة الجدران، وهي مؤشرات على شعور الحيوان بالضيق النفسي والحاجة إلى التفاعل مع البيئة الخارجية.التوصيات
ينبغي على المربين والمهتمين بالإبل التعامل معها برفق، وتوفير بيئة مناسبة تُراعي طبيعتها وسلوكها الفطري، لتجنب السلوكيات السلبية، وتحقيق أفضل مستويات الإنتاج والصحة العامة.