في ظل التحديات المتزايدة التي تفرضها المواسم الجافة وندرة الأمطار، خصوصًا في مناطق مثل العراق وسوريا، يبرز التين الشوكي كحل مثالي ومستدام لتوفير المادة العلفية للمواشي, لا يُعد هذا النبات مجرد بديل، بل هو علف ذو جاذبية خاصة بفضل قدرته الفائقة على تحويل الماء إلى مادة جافة وطاقة مهضومة بكفاءة تفوق الحشائش والبقوليات التقليدية.

التين الشوكي: كفاءة غذائية ومقاومة بيئية

يتمتع التين الشوكي بخصائص فريدة تجعله خيارًا ممتازًا لتربية الثروة الحيوانية في البيئات القاحلة:

كفاءة عالية في استخدام المياه: يحول التين الشوكي الماء إلى كتلة حيوية قابلة للهضم بكفاءة لا مثيل لها، مما يجعله محصولاً مثاليًا للمناطق التي تعاني من شح الموارد المائية.

استجابة جيدة للأسمدة: يستجيب النبات بشكل إيجابي للأسمدة، مما يسمح بزيادة إنتاجيته وتحقيق أقصى استفادة من الأراضي.

تحمل التقليم المكثف: يمكن تقليم التين الشوكي بشكل مكثف لتشجيع النمو الجديد وزيادة كمية العلف المتاحة، دون الإضرار بالنبات.

علف طازج أو مخزن: يمكن تقديم التين الشوكي للماشية كعلف طازج مباشرة من الحقل، أو تخزينه لاستخدامه في أوقات الحاجة، خاصة خلال المواسم الجافة جدًا أو حالات الطوارئ.


وقد أوضحت دراسات حديثة أن زراعة مساحة هكتار واحد من الصبار الكمثري (التين الشوكي الأملس الخالي من الأشواك) يمكن أن تنتج 100 طن من الأوراق ("أوراق" الصبار) سنويًا في المناطق التي يقل فيها معدل سقوط الأمطار إلى 150 ملم فقط، مما يؤكد على قدرته الإنتاجية الهائلة حتى في أشد الظروف قسوة.

حماية الثروة المائية الجوفية وفرص استثمارية واعدة

إضافة إلى قيمته العلفية، يلعب التين الشوكي دورًا حيويًا في حماية الثروة المائية الجوفية, فالأغنام، على سبيل المثال، يمكنها تلبية احتياجاتها الكاملة من المياه عند استهلاك التين الشوكي الغني بالماء المخزن بداخله، مما يقلل الضغط على مصادر المياه الجوفية ويُسهم في استدامة الموارد المائية.

لذا، إذا كنت تمتلك قطعة أرض مهملة في المناطق الجافة، فإن زراعة التين الشوكي قد تكون الحل الأمثل لبدء مشروع مربح لتربية المواشي (مثل الماعز، الأغنام، والدواجن), هذا المشروع لا يوفر مصدر دخل إضافي فحسب، بل يمثل أيضًا مساهمة قيمة في تعزيز الأمن الغذائي للثروة الحيوانية في المناطق المتأثرة بالجفاف.