أ
أ
في ظل التغيرات المناخية والاقتصادية الراهنة، تتزايد أهمية تربية الإبل كمشروع اقتصادي واعد وثروة قومية، لا تقتصر فوائدها على التسمين وإنتاج الألبان فحسب، بل تمتد لتشمل العديد من المنتجات ذات القيمة الاقتصادية العالية، مما يجعلها ركيزة أساسية للنهضة المستدامة في الثروة الحيوانية وسد العجز الغذائي.
الأهمية الاقتصادية والتاريخية للإبل
أكد الدكتور عبد الحميد سعيد عبد الحميد، الباحث في تربية الحيوان بقسم بحوث تربية الإبل، خلال ظهوره على إحدى القنوات الفضائية، على وجود إعجاز علمي وخلقي في خلق الإبل، مستشهدًا بقول الله تعالى في القرآن الكريم: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت".
تنوع منتجات الإبل وقيمتها الاقتصادية
لا تقتصر الأهمية الاقتصادية للإبل على جانب واحد، فمنتجاتها متنوعة وذات قيمة عالية:• اللحوم: تتميز لحوم الإبل بجودة عالية وفوائد صحية.
• الألبان: تختلف ألبان الإبل عن غيرها بقيمتها الغذائية والعلاجية الفريدة.
• بول الإبل: رغم الجدل حوله، أكدت الأبحاث العلمية والطبية أهميته في علاج بعض الأمراض المستعصية كالأمراض الكبدية، مع التأكيد على ضرورة استخدامه تحت إشراف طبي متخصص.
• الجلود: تُعد جلود الإبل من أجود أنواع الجلود التي يعاد تصنيعها وتُصدر بأسعار قياسية، مما يمثل مصدر دخل مهم.
وأشار الدكتور عبد الحميد إلى أن مشاريع تربية الإبل تُعد "مشاريع مستدامة ذات صفر فاقد"، حيث يتم استغلال كل جزء من الحيوان لتعظيم القيمة الاقتصادية.
أهمية المراعي الطبيعية في تربية الإبل
شدد باحث تربية الحيوان على أهمية تربية الإبل في الصحراء، مؤكدًا أنها تساهم في تثبيت التربة ومنع انجرافها. وأوصى بالاعتماد على الطبيعة في تربية الإبل، موضحًا أن ألبان الإبل التي تتغذى على المراعي الطبيعية تتميز بانخفاض نسبة الدهون، كما أن لحومها ذات جودة عالية.ونصح الدكتور عبد الحميد عند إنشاء المزارع بأن تكون في أماكن مفتوحة ومحاطة بسياج من النباتات الصحراوية المعمرة والغنية بالبروتين التي تتحمل الجفاف.
هذه النباتات لا توفر فقط مصدر غذاء مجاني للإبل، بل تعمل أيضًا كمصدات للرياح ومصدر للظل والحماية، مما يقلل بشكل كبير من تكلفة الغذاء التي تعد العنصر الأساسي في رفع تكاليف مشاريع الإنتاج الحيواني.
وأوضح أن الإبل تعتمد بشكل كبير على المراعي، مع إضافة نسبة بسيطة جدًا من العلف المركز لا تتعدى 1.25% إلى 1.5% من وزن الحيوان، وهو ما يختلف عن باقي الحيوانات.
