يتطلب التعامل مع الجاموسة الحامل (العشر) وعيًا كبيرًا وإلمامًا بالإجراءات والشروط اللازمة لضمان سلامة الأم والمولود، وتفادي أي أخطاء قد تؤدي إلى خسائر اقتصادية. هذا الأمر حاسم لتعظيم العوائد الاقتصادية من هذا المشروع كجزء مهم من منظومة الإنتاج الحيواني وتأمين الغذاء البروتيني.

مرحلة ما قبل الولادة: تجهيز الجاموسة الحامل

تُعد هذه المرحلة حاسمة لضمان سلامة الأم والجنين قبل الولادة. من أهم الإجراءات الواجب اتباعها:

تجفيف اللبن (للمواشي الحلابة): يتم تقليل كمية العليقة بشكل طبيعي خلال هذه الفترة لتجهيز الضرع لاستعادة نشاطه الحيوي قبل
موعد الولادة. هذا يعزز قدرة الجاموسة على إرضاع المولود وتزويده بالعناصر الغذائية اللازمة لنمو سليم خالٍ من النقص والأمراض.

فترة "CLOSE UP": تستمر الجاموسة الحامل في إدرار الحليب حتى تتوقف هذه العملية قبل فترة معينة من موعد الولادة تُعرف بفترة
"CLOSE UP". خلال هذه الفترة، يجب على المربي زيادة كمية العليقة المقدمة للأم. هذا التجهيز للولادة يمهد الضرع للموسم الجديد.

الدفعة الغذائية: يُفضل منح الجاموسة دفعة غذائية كبيرة عن طريق تحويل العليقة من النوع الجاف إلى النوع الذي يُقدم للمواشي
الحلابة. هذه المرحلة تُعتبر وسطية ومهمة لإعداد الضرع للموسم الجديد.

مرحلة الولادة: المراقبة وعدم التدخل

تُولد الجاموسة بشكل فطري دون الحاجة إلى تدخل بشري في معظم الحالات. دور الإنسان في هذه المرحلة يقتصر على المتابعة فقط والتأكد من ظهور علامات الولادة الطبيعية، مثل:

ضم الحافر: ظهور جزء من حافر الجنين.

تدلي اللسان: تدلي لسان الجاموسة الحامل إلى خارج الفم.

مخاطر التدخل الخاطئ: يُعد سحب الجنين إلى خارج الرحم خطأً شائعًا قد يرتكبه بعض المزارعين جهلًا، وهذا يعرض حياة المولود للخطر.
هذه المحاولة قد تؤدي إلى:

مقاومة الجنين: يُقاوم الجنين عملية الدفع التي تبذلها الأم.

"الشرقة": قد يقوم المولود بعملية شهيق بدلًا من الزفير، مما يؤدي إلى استنشاق سوائل الولادة والرحم، وينتج عن ذلك إصابته
بـ"الشرقة" بسبب دخول السوائل إلى فتحة التنفس.

التدخل المحدود والضروري: يجب عدم سحب الجنين إلا في حالات محددة جدًا ووفق اشتراطات دقيقة، مثل الكشف عن وجه الجنين وإزالة الغشاء الذي يغطي الأنف والفم. ومع ذلك، تُشير الدراسات العلمية إلى أن هذا التدخل في معظم الحالات يُعد أمرًا غير مرغوب فيه.