تُعد رعاية الجاموس العشر من الفترات الحساسة التي تتطلب التزامًا دقيقًا بإجراءات محددة، تهدف إلى ضمان وصول الحيوان إلى مرحلة الولادة بأمان، وتجنب أي مضاعفات قد تضر بصحة الأم أو المولود. ويعتمد نجاح هذه المرحلة بشكل أساسي على اتباع التوصيات العلمية المعتمدة ومتابعة الحالة الصحية والتغذوية للأنثى بدقة.

أهمية السجلات والمتابعة

البداية تكون دائمًا من إدارة المزرعة الجيدة، وخاصة من خلال تسجيل مواعيد التلقيح ومتابعة مراحل الحمل عبر الفحوصات الدورية باستخدام تقنيات مثل الجس أو السونار. هذا التتبع يتيح تحديد موعد الولادة المتوقع بدقة، والقيام بالاستعدادات اللازمة بشكل مبكر ومدروس.

الدفع الغذائي: مفتاح إنتاجية أعلى ومولود صحي

من الإجراءات الأساسية التي يتم تنفيذها في المراحل الأخيرة من الحمل، ما يعرف بـ"الدفع الغذائي"، والذي يبدأ عادة قبل الولادة بثلاثة أشهر. ويتم خلاله رفع مستوى البروتين والطاقة في التغذية اليومية للأنثى العشر، لضمان تعزيز صحتها وزيادة فرص إنتاج لبن عالي الجودة، وكذلك دعم نمو جنين قوي وسليم.

ويُفضل خلال هذه المرحلة عزل إناث الجاموس العشر عن باقي القطيع، لتطبيق برنامج التغذية الخاص دون أي تأثيرات سلوكية أو تغذوية سلبية من القطيع المحيط.

التحضير للولادة: العزل والنظافة أولًا

في الأيام القليلة التي تسبق الولادة، يتم نقل الأم إلى ما يُعرف بـ"بوكس الولادة"، وهو مكان مخصص يتم تطهيره بعناية، مع فرشه بمادة نظيفة مثل قش الأرز لتوفير بيئة صحية ومريحة.

تتراوح مساحة هذا المكان عادةً بين 8 إلى 10 أمتار، ويُفضل أن يكون بعيدًا عن الضوضاء أو المؤثرات البيئية المفاجئة، مما يتيح للأم أن تمر بعملية الولادة في أجواء هادئة وآمنة.

ما بعد الولادة: إجراءات لا تقل أهمية

بعد الولادة، تبدأ مرحلة جديدة تتطلب أيضًا انتباهًا خاصًا، وتشمل هذه الإجراءات ما يلي:

إزالة الفضلات ومخلفات الولادة من المكان.

إعادة تطهير المكان بالمطهرات الموصى بها.

تدليك حلمات الثدي لتحفيز خروج "اللبأ" أو لبن السرسوب، لما له من أهمية مناعية عالية للمولود.

تقديم سوائل دافئة للأم، لتعويض ما فقدته خلال الولادة وتنشيط جهازها المناعي.

في حال لم تقم الأم بتنظيف المولود عبر اللعق، يتم تطهير جسمه يدويًا باستخدام مواد آمنة.

مساعدة المولود على الرضاعة خلال الساعات الأولى من حياته، لضمان حصوله على لبن السرسوب الضروري لبناء مناعته.

باتباع هذه الخطوات بشكل دقيق، يمكن ضمان سلامة العملية الولادية وتحقيق أعلى معدلات الإنتاج في تربية الجاموس، سواء من حيث الصحة العامة أو الكفاءة الإنتاجية، وهو ما يُعد عاملًا حاسمًا في نجاح المشروعات الحيوانية على المستويات الصغيرة والكبيرة.