تربية العجول الصغيرة تُعد من الأنشطة الزراعية المربحة والمهمة في مجال الثروة الحيوانية، سواء لإنتاج اللحوم أو لإعداد عجول قوية تُستخدم لاحقًا في تحسين السلالة أو إنتاج الحليب. نجاح هذا النوع من التربية يعتمد على توفير رعاية غذائية وصحية سليمة منذ الساعات الأولى بعد الولادة.

العناية بعد الولادة مباشرة

تبدأ تربية العجل الصغير فور ولادته، حيث يُنصح بتجفيف جسمه مباشرة لحمايته من البرودة، وتنظيف الأنف والفم جيدًا. كما يجب التأكد من أن العجل يرضع اللبأ (السرسوب) خلال أول 2 إلى 4 ساعات، إذ يحتوي على أجسام مضادة ضرورية لحمايته من الأمراض خلال أول أسابيع حياته.

التغذية في مراحل النمو

تمر تغذية العجل الصغير بمراحل تدريجية. في الأسابيع الثلاثة الأولى، يعتمد العجل على الحليب أو بديله الصناعي، بمعدل وجبتين إلى ثلاث يوميًا. في الأسبوع الثاني، يمكن البدء بتقديم كميات بسيطة من العلف المركز لتعويد الجهاز الهضمي عليه. بعد الأسبوع الرابع، يتم تقليل كميات الحليب تدريجيًا، مع زيادة الحصة من العلف والتبن. عند عمر شهرين تقريبًا، يُفطم العجل ويعتمد على العلف والماء النظيف بشكل كامل.

الرعاية الصحية والوقائية

الحفاظ على صحة العجول يبدأ بالتحصينات الأساسية مثل لقاح الحمى القلاعية والتسمم المعوي وغيرها. كما يجب مراقبة الحالة الصحية يوميًا لاكتشاف أعراض أي مرض مبكرًا، مثل الإسهال، الخمول، أو فقدان الشهية. النظافة المستمرة للحظائر وأدوات الشرب والتغذية ضرورية لمنع انتقال العدوى.

بيئة التربية المناسبة

ينبغي أن تعيش العجول في بيئة نظيفة، جافة، ومهوّاة جيدًا. يجب توفير التدفئة في الشتاء لحمايتها من البرد، خاصة خلال الأسابيع الأولى، والتهوية المناسبة في الصيف لتقليل الحرارة. يجب أن تكون الأرضية غير زلقة، وأن تُستخدم الفرشة الجافة مثل القش أو نشارة الخشب لتوفير الراحة والدفء.

تربية العجول الصغيرة تحتاج إلى عناية مستمرة وبيئة صحية، لكنّها تعتبر استثمارًا ناجحًا إذا أُديرت بشكل سليم. التغذية الجيدة، التحصينات، النظافة، والظروف البيئية المناسبة تشكل الأساس لنمو العجل بشكل قوي وسليم، ما ينعكس مستقبلاً على الإنتاجية والربحية في المشروع.