تعدّ التغذية السليمة أمرًا بالغ الأهمية خلال مراحل الحمل والرضاعة للأفراس، حيث إنها تؤثر بشكل مباشر على صحة الفرس ونجاح عملية الولادة، فضلاً عن نمو المهر وتطوره في الأشهر الأخيرة من الحمل، يشهد الجنين نمواً سريعاً، وتزداد احتياجات الفرس من العناصر الغذائية بشكل كبير. لذلك، من الضروري أن يتلقى الفرس غذاءً يتناسب مع احتياجاته المتزايدة لضمان صحة الجنين والأم، بالإضافة إلى القدرة على إنتاج حليب عالي الجودة ,كما أن التغذية السليمة في فترة الرضاعة تلعب دورًا أساسيًا في استعادة الفرس قوتها بعد الولادة.

النمو السريع للجنين وتزايد احتياجات الفرس:

ينمو جنين الفرس بسرعة كبيرة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، حيث يمثل أكثر من 60٪ من نمو الجنين خلال هذه الفترة هذا النمو يتطلب توافر المغذيات بشكل مستمر، ويزداد نقل المغذيات عبر المشيمة لدعمه. إذا كانت الفرس تعاني من نقص في النظام الغذائي في هذه المرحلة، قد تؤدي ذلك إلى استهلاك احتياطيات جسمها، مما قد يؤثر على صحتها، وقد يؤدي إلى ولادة مهور ذات وزن منخفض وزيادة خطر إصابتها بأمراض النمو لذلك، يجب أن تولي الفرس عناية خاصة بتغذيتها لتلبية احتياجاتها المتزايدة.

متطلبات السعرات الحرارية:

تزداد احتياجات الفرس من السعرات الحرارية بنسبة 30٪ تقريبًا في أواخر الحمل، وتصل إلى الضعف عند ذروة الإرضاع. حيث تقوم الفرس بإنتاج حليب بمعدل يصل إلى 3٪ من وزن الجسم يوميًا نقص التغذية في هذه المرحلة قد يؤدي إلى استنفاد مخزون جسم الفرس، مما يؤدي إلى تدهور حالتها الصحية، ويؤثر على إنتاج الحليب، وقد يهدد قدرة الفرس على إعادة التكاثر بعد الولادة. كما أن الزيادة المفرطة في الوزن في هذه الفترة قد تؤدي إلى مشاكل في الإنجاب وارتفاع مخاطر الإصابة ببعض الأمراض.

البروتين ودوره الحيوي:

يعدّ البروتين أحد العناصر الغذائية الرئيسية في تغذية الفرس الحامل، حيث يؤثر بشكل مباشر على وزن المهر عند الولادة. في الأشهر الأخيرة من الحمل وفترة الرضاعة، تتضاعف متطلبات الفرس من البروتين، وقد تصل إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه سابقًا. البروتين عالي الجودة، مثل الذي يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية، مثل اللايسين والميثيونين، يعدّ ضروريًا لنمو الجنين وإنتاج الحليب تقييد البروتين خلال الأشهر الأخيرة من الحمل قد يؤدي إلى ضعف امتصاص المهر للأجسام المضادة من اللبأ، وبالتالي يعرضه لخطر الإصابة بالأمراض.

الفيتامينات والمعادن:

تعتبر الفيتامينات والمعادن من العناصر الأساسية التي يجب أن تكون موجودة بشكل كافٍ في النظام الغذائي للفرس خلال هذه المرحلة. المعادن مثل الكالسيوم والفوسفور ضرورية لنمو عظام الجنين، ويجب توفيرها بكميات مناسبة لضمان عدم استنزافها من الهيكل العظمي للفرس, كما أن توفير المعادن مثل النحاس والزنك في الأشهر الأخيرة من الحمل يقلل من مخاطر الإصابة بمشاكل نمو العظام والمفاصل لدى المهر ,الفيتامينات، مثل فيتامين (هـ)، تلعب أيضًا دورًا في تحسين جودة اللبأ وتعزيز المناعة لدى المهر بعد الولادة.

التغذية المثلى للأفراس الحامل والمرضع:

تعتمد التغذية المثلى للفرس الحامل والمرضع على توفير مزيج من العلف عالي التركيز، بالإضافة إلى المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن الأساسية,  بعض الأفراس التي تلد خارج موسم التكاثر الطبيعي أو تعاني من فقدان الوزن قد تحتاج إلى زيادة في كمية العلف والتركيز على المغذيات الدقيقة الأساسية ,من المهم أن يتم تعديل كميات العلف بشكل تدريجي لتجنب مشاكل الجهاز الهضمي، ويجب تقسيم الحصة اليومية إلى وجبات متعددة لضمان هضم جيد.

إن التغذية السليمة للأفراس خلال مراحل الحمل والرضاعة تعد أساسًا رئيسيًا لضمان صحة الفرس والجنين، وكذلك لتحسين إنتاج الحليب وزيادة فرص التكاثر الناجح , باتباع برنامج تغذية متوازن ومناسب في كل مرحلة من مراحل الحمل والرضاعة، يمكن للمربين ضمان نجاح تكاثر الخيول والنمو السليم للمهور، مع الحفاظ على صحة الفرس وكفاءتها في مراحل ما بعد الولادة.