الجمعة، 03 ذو الحجة 1446 ، 30 مايو 2025

تحديات ممارسات تربية الأغنام.. دعوة لتحسين الإيواء والتغذية وإدارة القطيع

سوق الماشية   ماشية  اغنام خراف
تربية الأغنام
أ أ
techno seeds
techno seeds
كشفت دراسة حديثة عن واقع ممارسات تربية الأغنام في مناطق مختلفة، مسلطة الضوء على تحديات كبيرة تواجه المزارعين فيما يتعلق بالإيواء، التغذية، وإدارة القطيع, تُشير النتائج إلى الحاجة الماسة إلى تبني استراتيجيات أكثر حداثة لضمان صحة القطعان وتحسين إنتاجيتها، خاصة في ظل الظروف البيئية المتغيرة.

الإيواء: من التقليدية إلى الحديثة.. تحديات النظافة والانتشار المرضي

أوضحت الدراسة أن الغالبية العظمى من قطعان الأغنام لا تزال تُربى في حظائر تقليدية على طراز الزريبة، وهي هياكل بسيطة تُبنى من مواد خفيفة مثل الخشب والشبك السلكي والصفائح المعدنية، أو حتى أغصان الأشجار والحجارة في المناطق القروية, هذه الزرائب عادة ما تكون في الهواء الطلق، وتفتقر في كثير من الأحيان إلى الظل الكافي، مما يُعرض الحيوانات لتقلبات الطقس.


بينما تُسكن أقلية من القطعان في حظائر حديثة شبه مغطاة، فإن القضية الأبرز تكمن في ظروف النظافة, حيث وُجد أن 65% من مرافق الإيواء كانت دون المستوى المقبول للنظافة، مما يهيئ بيئة مثالية لانتشار الجراثيم ويزيد بشكل كبير من خطر انتقال الأمراض, وقد لوحظت علاقة مباشرة بين ارتفاع معدلات الإجهاض واستخدام مساكن الزريبة، خاصة في مناطق السهوب حيث تُدار القطعان بشكل تقليدي, كما أن إيواء الحملان مع الأغنام البالغة (72% من المزارعين) وإيواء الأغنام مع حيوانات مزرعية أخرى (52%) يُفاقم من تحديات التحكم في الأمراض.

التغذية: اعتماد على الأعلاف التقليدية مع محدودية المكملات

تعتمد ممارسات تغذية الأغنام بشكل أساسي على التبن كعلف رئيسي، مدعومًا بالشعير الذي يوفره المكتب الوطني لتغذية الحيوانات, ومع أن مصادر العلف تتنوع موسميًا لتشمل الرعي والقش وسيلاج العشب، إلا أن الدراسة تشير إلى أن هذه الحصص لم تُلبِّ دائمًا الاحتياجات الغذائية للحيوانات، خاصة في فترات ندرة الأعلاف.

تُغذى الأغنام مرتين يوميًا، مع اختلافات في النظام الغذائي بين الصيف والشتاء, ومع أن متوسط استهلاك المياه يبلغ 2.5 لتر للرأس يوميًا، إلا أن الوصول إلى المياه كان غير مقيد في الصيف فقط, ورغم وجود مكملات العلف كالذرة ومركزات الفيتامينات والمعادن في السوق الخاصة، إلا أن استخدامها ظل محدودًا.


إدارة التغذية: تحديات اقتصادية وبيئية

تُشير الدراسة إلى أن 10% فقط من المزارعين اختاروا الأعلاف المركزة بانتظام، مفضلين الشعير لتسمين الأغنام (بمتوسط 300 غرام للرأس يوميًا) نظرًا لفعاليته من حيث التكلفة, ورغم أن المكملات تُشترى بكميات أكبر استعدادًا للمناسبات الخاصة كعيد الأضحى، إلا أن استخدامها خارج موسم التكاثر لا يزال غير شائع، باستثناء حوالي 5% من المزارعين الذين يوفرون حصصًا تكميلية قبل التكاثر وأثناء الثلث الأخير من الحمل.

وقد أكدت الدراسة على الأثر الإيجابي لتوفير المكملات الغذائية للنعاج قبل وأثناء التكاثر، حيث يُعزز ذلك من معدلات الإباضة والخصوبة، ويُحسن من وزن الحملان عند الولادة وإنتاج الحليب, ومع ذلك، تُشدد الدراسة على ضرورة استشارة الأطباء البيطريين أو خبراء التغذية لوضع أنظمة تغذية مناسبة.

تفاقمت مشكلة التغذية بسبب تدهور المراعي، تراجع زراعة الأعلاف، وسوء الأحوال الجوية وانخفاض هطول الأمطار, هذه الظروف تُجعل من مكملات الأعلاف المركزة ضرورة حتمية، رغم اختلاف استخدامها حسب موارد كل مزارع.


اختيار الكباش: الأولوية للشكل الخارجي على الأداء الجنسي

فيما يتعلق باختيار الكباش للذبح، يُعطي المزارعون الأولوية بشكل كبير لحجم الكبش، وطول الذيل، والقرون، بالإضافة إلى سلالته وحجمه الكلي وعمره (سنتان كحد أدنى)، مع تجاهل واضح لأداء الحيوان ووظائفه الجنسية, المثير للانتباه أن 40% من المزارعين لا يأخذون لون الصوف في الاعتبار، مع التركيز على إنتاج اللحوم.

تُشير الدراسات إلى أن العمر الأمثل للكباش لضمان الخصوبة يتراوح بين 18 و30 شهرًا ومع ذلك، يعتمد بعض المزارعين على كباش أصغر سنًا، مما يُحد من الفوائد المحتملة للتربية الانتقائية, وقد أظهرت الدراسات أن الحيوانات المنوية للكباش الصغيرة قد تُعاني من انخفاض في حركتها بسبب اضطرابات في نضج الحيوانات المنوية، مما يُقلل من الخصوبة.


توصيات لتعزيز الثروة الحيوانية

تُبرز هذه النتائج الحاجة الملحة إلى برامج توعية وتدريب للمزارعين لتبني ممارسات إيواء أكثر صحية، وأنظمة تغذية متوازنة تُراعي الاحتياجات الغذائية للحيوانات على مدار العام، خاصة في أوقات الشح, كما تؤكد على أهمية التركيز على الصفات الإنتاجية والتناسلية عند اختيار الكباش لضمان استدامة وفعالية عمليات التربية.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة