يمثل الاهتمام بملف تغذية الأبقار الحلاب حجر الزاوية في تطوير الإنتاج الحيواني وتحقيق عائد اقتصادي جيد للمربين، إذ تعتمد كمية اللبن وجودته بدرجة كبيرة على نوعية الأعلاف ومدى توازنها مع احتياجات الحيوان في مختلف مراحل الإنتاج.

وتعد فترة الجفاف من أهم المراحل التي تحدد إنتاجية اللبن بعد الولادة، حيث أن التغذية الجيدة خلال هذه المرحلة تنعكس مباشرة على صحة الأم والجنين معًا، وتضمن انطلاقة قوية لموسم الحليب الجديد.

أهداف التغذية قبل الولادة

التغذية السليمة خلال الشهرين الأخيرين من الحمل تهدف إلى:

ضمان النمو السليم للجنين.

تعويض ما فقدته البقرة من وزن خلال موسم الحليب السابق.

تهيئة الجسم لفترة الإنتاج المقبلة.

ويؤدي إهمال هذه الجوانب إلى ضعف إنتاج اللبن وانخفاض صحة المواليد، ما يجعل الالتزام ببرنامج تغذية متوازن ضرورة لا غنى عنها.

طرق التغذية خلال فترة الجفاف

هناك أسلوبان رئيسيان لتغذية الأبقار الحلوب خلال فترة الجفاف:

التغذية الاعتيادية: يتم التعامل مع البقرة كما لو كانت تنتج نحو 10 كجم لبن يوميًا، مع توفير عليقة مالئة (جرين فود – دريس) إلى جانب
عليقة حافظة وإنتاجية متوازنة.

الدفع الغذائي (Steaming Up): يبدأ قبل الولادة بثلاثة أسابيع، ويعتمد على زيادة العلف المركز تدريجيًا أسبوعًا بعد الآخر حتى تصل
البقرة إلى الكمية القصوى المتوقعة لإنتاج اللبن، مما يساعد الكرش على التأقلم ويحفز شهية الحيوان.

تفاصيل برنامج الدفع الغذائي

في بداية فترة الجفاف يُقدم نحو 1 كجم من العلف المركز يوميًا.

قبل الولادة بثلاثة أسابيع تبدأ الزيادة التدريجية حتى تصل في الأسبوع الأخير إلى حوالي 8.5 – 10 كجم من المادة الجافة يوميًا للبقرة
التي تزن 500 كجم.

هذه الزيادة يجب أن تكون قبل الولادة لا بعدها، لضمان دخول البقرة مرحلة الإنتاج بقوة وكفاءة.

مخاطر الإفراط في التغذية المبكرة

تقديم كميات كبيرة من العلف المركز منذ بداية فترة الجفاف يؤدي إلى سمنة مفرطة للبقرة وضعف نمو الجنين، ما يسبب مشكلات
صحية للطرفين. لذا يُنصح بالتدرج في زيادة كميات العلف حتى لا تفقد الأبقار شهيتها بعد الولادة، وبما يضمن تحسين معدلات إنتاج اللبن
في الموسم الجديد.