تُعد تربية الماعز من المشاريع الزراعية الناجحة والمربحة، سواء للأغراض التجارية أو للاستهلاك الشخصي، إذ يتم الاستفادة من لحومها، أو حليبها الغني بالقيمة الغذائية، أو من أليافها في بعض السلالات. ولكن قبل البدء في هذا المشروع، من الضروري تحديد الهدف من التربية، والاستعداد لتلبية احتياجات الماعز من حيث التغذية، والرعاية الصحية، وتوفير البيئة المناسبة.

أولاً: اختيار الماعز المناسبة

تبدأ تربية الماعز بخطوة أساسية وهي اختيار السلالات المناسبة بناءً على الهدف من المشروع يجب اختيار الماعز التي تتمتع بصحة جيدة، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال عيونها اللامعة، ونشاطها، ومشيها السريع، وسلامة سيقانها. كما يُنصح بفحص جسم الماعز يدويًا للتأكد من خلوها من أي خراجات أو نتوءات قد تدل على إصابات أو أمراض.

من العلامات الجيدة أيضًا امتلاك الماعز لبطنٍ مستديرة وعميقة، وفخذين عريضين، وأضلاع بارزة تُشير إلى خصوبة عالية وقدرة إنتاجية جيدة، سواء في الحليب أو النمو.

ثانياً: تجهيز الحظيرة والسياج

تُعد بيئة السكن من العوامل المهمة في نجاح تربية الماعز. يجب توفير حظيرة نظيفة وجافة تحمي الماعز من الرياح والتيارات الهوائية، خاصة في المناطق ذات المناخ المعتدل حيث تكفي حظيرة بثلاثة جدران. كما يُفضّل تخصيص مكان منفصل لعزل الماعز المريضة أو لرعاية الحوامل أثناء الولادة.

أما السياج، فيجب أن يكون متينًا وعاليًا، حيث تشتهر الماعز بقدرتها على التسلق والقفز. استخدام الأسلاك الكهربائية ذات الشد العالي يُعد من أفضل الخيارات. وإذا لم يكن السياج كهربائيًا، ينبغي أن لا يقل ارتفاعه عن 1.2 متر، أو 1.52 متر إذا كانت السلالة نشطة وحيوية.

ثالثاً: التغذية اليومية والمتطلبات الغذائية

يعتمد النظام الغذائي للماعز على سلالتها وعمرها والهدف من تربيتها. ومع ذلك، هناك عناصر أساسية يجب توفيرها، مثل:

الأعلاف الجافة والتبن كمصدر رئيسي للألياف.

الحبوب كمصدر للطاقة خاصة في موسم التزاوج أو الحلب.

المعادن، مثل ملح المعادن أو الكالسيوم والفوسفور.

مياه نظيفة ومتجددة يوميًا لتجنب الإصابة بالجفاف أو الأمراض المعوية.

كما ينبغي تجهيز المزرعة بـ:

أوعية طعام معدنية سهلة التنظيف.

دلاء أو خزانات ماء نظيفة.


حاويات تخزين للعلف تمنع الرطوبة والتلف.

خلاصة تربية الماعز ليست فقط نشاطًا زراعيًا تقليديًا، بل مشروع استثماري واعد إذا ما أُدير بطريقة علمية ومدروسة. بدءًا من اختيار السلالة، ومرورًا ببناء البيئة المناسبة، وانتهاءً بتوفير التغذية الصحية، كل خطوة لها دور في تحقيق إنتاجية عالية وربح مضمون.