في إطار تسليط الضوء على الممارسات التراثية في تربية الإبل، لا تزال بعض المجتمعات البدوية والرعوية في عدد من الدول العربية تعتمد تقليدًا يُعرف بـ"تضيير الناقة"، وهو أسلوب تقليدي يُستخدم لتحفيز الناقة على إرضاع مولود جديد، خاصةً في الحالات التي ترفض فيها الاعتراف بحوارها أو تفقد وليدها.

كيف تتم العملية؟

تعتمد طريقة "تضيير الناقة" على محاكاة بعض المراحل البيولوجية التي تمر بها الناقة عقب الولادة، حيث يتم:

إغلاق منخاري الناقة مؤقتًا لإجبارها على التنفس من الفم، وهو ما يُحفّز لديها شعورًا مشابهًا لحالة ما بعد الولادة.

حشو فتحة الشرج بقطع قماش، وإغلاق فتحة الفرج بشكل جزئي لمحاكاة التغيرات الجسدية المرتبطة بالولادة.

تقديم الحوار الجديد إلى الناقة بعد إتمام هذه الخطوات، حيث يُترك أمامها لعدة ساعات حتى تقبله وتبدأ في إرضاعه.

الهدف من هذه الممارسة

يهدف هذا التقليد إلى ضمان استمرار إدرار الحليب من الناقة، سواء في حال رفضها للمولود أو فقدانه، وهو ما يساهم في الحفاظ على
إنتاجية القطيع واستمرار إمدادات الحليب، لا سيما في البيئات الصحراوية التي تعتمد بشكل رئيسي على الإبل كمصدر غذائي ومعيشي.

رغم أن هذه الممارسة قد تبدو غريبة للوهلة الأولى، فإنها تعكس جانبًا من التراث الرعوي العريق الذي طوره المربّون في الصحراء على
مدى قرون، اعتمادًا على الفهم العميق لسلوك الحيوان واحتياجاته.