مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يزداد اهتمام المسلمين بكيفية اختيار وتربية الأضحية لضمان صحتها وجودة لحومها. يقدم خبير رعاية الحيوان بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني إرشادات تفصيلية تشمل الوزن والعمر المثالي للأضحية، بالإضافة إلى أفضل برامج التغذية لعملية التسمين.

سلالة سوهاج: تحسين الصفات عبر التهجين

تعتبر سلالة الأغنام في سوهاج من السلالات الجيدة وذات الحجم المناسب، وتعتمد بشكل كبير على المرعى في تغذيتها.
ويوضح الخبير إمكانية تحسين صفاتها عبر تهجين سلالة سوهاج مع سلالات أخرى مثل "العساف" أو "الدوربر"، مما يعزز إنتاجية الأضحية. لكنه يحذر من أن بعض السلالات المهجنة قد تحتاج إلى تغذية مكثفة وظروف بيئية خاصة لتصل إلى الأداء الأمثل، لذلك يُفضل استخدامها عند توفر الإمكانيات المناسبة.

الوزن والعمر الأمثل للأضحية

يشير الخبير إلى أن الوزن المثالي للأضحية المحلية يتراوح بين 40 و50 كيلوجرامًا، وهو وزن جيد جدًا. أما العمر الشرعي، فيجب ألا يقل عن 6 أشهر، مع تفضيل أن يكون الحيوان "لم يكسر"، أي أقل من سنة، لضمان لحم أفضل ونسبة تصافي أعلى. وإذا كان عمره بين سنة وسنة ونصف، فيُعتبر مقبولًا لكنه أقل جودة.

برنامج التغذية للتسمين قبل العيد

لتحقيق أفضل تسمين للأغنام المعدة للأضحية، يشرح الدكتور حافظ برنامج التغذية في الفترة التي تسبق العيد:
العليقة المركزة: يمكن استخدام العليقة المركزة (البيلت) التي تحتوي على 14% بروتين.
الخلطة اليدوية: لضمان المكونات، يمكن إعداد خلطة يدوية تتكون تقريبًا من:
60% ذرة.
25% نخالة.
15% كسب صويا (46%).
إضافات: البريمكس (فيتامينات وأملاح)، الخميرة (لتحسين الهضم)، مضاد السموم، ملح الطعام، وبودرة البلاط (بنسب محددة للطن).

كمية العلف ومعدل النمو

يتناول الحيوان نحو 4% من وزنه مادة جافة يوميًا، مع التركيز على العليقة المركزة في المرحلة الأخيرة لتحقيق أفضل نمو. مثلاً، حيوان وزنه 40 كيلوجرامًا قد يستهلك 1.6 كجم مادة جافة يوميًا، منها 1 إلى 1.25 كجم مركزات والباقي مادة خشنة. لتقليل التكاليف، يمكن استخدام مادة خشنة أرخص مثل عرش الفول السوداني بدلاً من البرسيم الحجازي. يتيح هذا البرنامج زيادة وزن يومية تصل إلى 200-250 جرام، مما يساعد الحملان على الوصول إلى 40-45 كجم خلال 3 أشهر تقريبًا. مع ملاحظة أن الزيادة بعد 50 كجم تكون أقل كفاءة وتحتاج لتغذية مكلفة أكثر.

توقيت الوجبات وأهمية الماء

يوصي الخبير بتقديم وجبتين يوميًا لضمان هضم أفضل واستفادة أكبر من العلف. ويفضل تقديم العلف المتكامل (TMR) الذي يخلط فيه العلف المركز مع المادة الخشنة بعد طحنها لضمان تناول جميع المكونات. كما يؤكد أهمية الالتزام بمواعيد الوجبات مثل 6-7 صباحًا ومرة أخرى بعد الظهر، مع توفير مياه نظيفة باستمرار. ويضيف أن إضافة كمية بسيطة من كلوريد الأمونيوم للعلف تساعد في الوقاية من الحصوات البولية الناتجة عن التغذية المركزة العالية.