أ
أ
يُعد إنشاء مزارع لتربية العجول وإنتاج الألبان من المشاريع الحيوية ذات العائد الاقتصادي الكبير، إلا أن نجاح هذا النوع من الاستثمارات يتطلب الالتزام بمجموعة من القواعد والضوابط الأساسية، وتجنّب الأخطاء الشائعة التي قد تُعرض المشروع للخسارة.
مشاكل رعاية العجول الرضيعة
من أبرز التحديات التي تواجه المربين، ارتفاع نسب نفوق العجول الرضيعة، نتيجة لضعف الرعاية الصحية، وتكرار الإصابات بالإسهال أو الأمراض التنفسية.وفي كثير من الحالات، يكون من الممكن تفادي هذه المشكلات باستخدام حلول بسيطة وقليلة التكلفة، لا تتجاوز أحيانًا مبلغًا صغيرًا مقارنة بالخسائر الناتجة عن فقدان عجل واحد، قد تصل قيمته إلى عشرات الآلاف من الجنيهات.

بيئة التربية غير المناسبة
السبب الرئيسي وراء تكرار حالات النفوق هو البيئة غير الملائمة التي يتم فيها إيواء العجول. ففي عدد من المزارع، تُستخدم حظائر قديمة وغير مهيأة، ذات أرضيات خرسانية متشققة، مما يصعّب عملية التنظيف والتعقيم، ويُسهل انتشار الأمراض. يُوصى بتوفير حظائر حديثة، معزولة ومخصصة لكل عجل، بأرضيات مطاطية قابلة للتنظيف بشكل فعّال، لتهيئة بيئة صحية تساعد على النمو السليم.
التغذية السليمة منذ الساعات الأولى
من العوامل الحاسمة في رفع معدلات بقاء العجول الرضيعة على قيد الحياة، هو منحها التغذية المناعية الأساسية مباشرة بعد الولادة. حيث يُشكل السرسوب – وهو الحليب الأول الذي تدرّه الأم – عنصرًا غذائيًا هامًا لاحتوائه على أجسام مناعية تحمي العجل من العدوى في أيامه الأولى.
التأخير في تقديم هذا السائل يؤدي إلى فقدان فائدته، إذ إن أمعاء العجل تفقد قدرتها على امتصاص تلك الأجسام بعد مرور 36 ساعة فقط من الولادة.
أهمية التدريب والتأهيل للعاملين
تتطلب إدارة مزارع الألبان وعجول التسمين مستوى عاليًا من الخبرة، مما يُحتم أهمية التدريب المستمر للعاملين. فالتأهيل الجيد ينعكس بشكل مباشر على تحسين الأداء العام، وتقليل الأخطاء، وبالتالي تقليل نسب النفوق والخسائر. التدريب المنتظم يسهم في الحفاظ على صحة القطيع وزيادة الإنتاجية بشكل مستدام.