الجمعة، 25 ذو القعدة 1446 ، 23 مايو 2025

التغذية السليمة للحيوان.. مفتاح زيادة الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي

اضاحى العيد اضحية العيد  ابقار
تغذية الابقار
أ أ
techno seeds
techno seeds
تؤكد الخبرات البحثية أن التغذية السليمة للحيوانات ليست مجرد عامل لزيادة الإنتاجية، بل هي ركيزة أساسية لتعزيز ربحية مشروعات الإنتاج الحيواني، وتساهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن القومي الغذائي، هذا ما أكده الدكتور أحمد سليمان، أستاذ ورئيس قسم تغذية الحيوان السابق بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني.

التغذية: حجر الزاوية في الإنتاج الحيواني والاقتصاد القومي

شدد الدكتور سليمان، في تصريحات له على أن جودة التغذية تنعكس مباشرة على ارتفاع الإنتاجية، مشيرًا إلى أن الهدف الأسمى هو تحقيق أقصى إنتاجية بأقل تكلفة ممكنة، مما يضمن زيادة الأرباح.

وأوضح أن الإنتاج الحيواني يمثل حوالي 38% من الناتج القومي للدولة، ما يجعله قطاعًا حيويًا، خاصة وأن مصر دولة زراعية.


وأضاف أن التغذية وحدها تستحوذ على 75% من تكاليف العملية الإنتاجية الحيوانية، سواء لإنتاج اللحوم أو الألبان، مما يجعل أي خفض في هذه النسبة ذا تأثير مباشر على الأرباح المحققة.

سد فجوة الاحتياجات الغذائية بالبدائل المبتكرة

أشار الدكتور سليمان إلى وجود فجوة في تلبية الاحتياجات الغذائية الكاملة للحيوانات، حيث يتم توفير حوالي 48% إلى 49% فقط من المطلوب.

وأكد أن هذه الفجوة يمكن سدها بتبني أساليب تغذية غير تقليدية تعتمد على الاستفادة من النواتج الثانوية للمحاصيل الزراعية أو ما يُعرف بـ المخلفات الزراعية.


المخلفات الزراعية: كنوز علفية لخفض التكلفة

أوضح الدكتور سليمان أن استخدام نواتج المحاصيل الثانوية يمكن أن يقلل بشكل كبير من تكاليف التغذية، وقدم أمثلة عملية مثل خلط مفروم التبن بأنواعه، أو مفروم حطب الذرة، أو مفروم عيدان قصب السكر الجافة (المصاصة) مع العليقة المركزة.

وأكد إمكانية تقديم هذه المخلفات في صورة مصبعات أو مخلوطة مباشرة، مشيرًا إلى أن هذه الطريقة يمكن أن تخفض تكاليف التغذية بنسبة تتراوح بين 25% و 50% دون التأثير سلبًا على القيمة الغذائية للحيوان.

وأضاف أن عيدان قصب السكر، على سبيل المثال، غنية بالطاقة والألياف، مما يجعلها مفيدة بشكل خاص لحيوانات الألبان التي تحتاج إلى توازن دقيق في علائقها.


قائمة الممنوعات في تغذية الحيوانات

حذر الدكتور سليمان بشدة من استخدام بعض المخلفات الزراعية التي قد تشكل خطرًا على صحة الحيوان، مثل عروش البطاطس، عروش الطماطم، أو عروش البطيخ، وعزا ذلك إلى احتمالية احتوائها على متبقيات مبيدات بكميات كبيرة قد تضر بالحيوان.

ونصح بتجنبها تمامًا ما لم يكن المربي واثقًا من سلامتها، أو بنشرها في الحقل لتعريضها لأشعة الشمس لتكسير المبيدات، أما بالنسبة لمتبقيات الدرنات مثل البطاطس أو البطاطا التي تنكسر في التربة، فيمكن استخدامها كمصدر للطاقة يحل محل جزء من الذرة بعد غسلها جيدًا للتأكد من خلوها من الأتربة، حيث يكون نصيبها من المبيدات قليلاً.


مخاطر البرسيم الأخضر "الغض" على صحة الحيوان

فسّر الدكتور سليمان خطورة الاعتماد الكلي على البرسيم الأخضر أو الطري في تغذية الحيوانات، موضحًا أن البرسيم يحتوي على نسبة عالية جدًا من الماء (تتجاوز 85%).

هذا يجعل الحيوان يتناول كميات كبيرة منه دون الحصول على احتياجاته الكافية من الطاقة والبروتين، مما يؤدي إلى إصابته بـالإسهال وعدم استفادة جهازه الهضمي.

والأهم من ذلك، أشار إلى احتواء البرسيم على مادة الـ"صابونين"، التي تتسبب في تكوين رغوة داخل الكرش. ومع زيادة حركة الكرش والتخمر، تتضاعف هذه الرغوة وتسد جدار الكرش، مما يحبس الغازات ويسبب الانتفاخ، هذا الانتفاخ قد يضغط على الحجاب الحاجز والرئتين، مما يؤدي إلى مشاكل خطيرة قد تصل إلى اختناق الحيوان.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة