في ظل السعي المستمر لتحسين أداء مزارع الدواجن، برزت الأحماض العضوية كمكوّن حيوي في مياه الشرب، ليس فقط لدورها في تعزيز صحة الطائر، بل أيضاً في رفع كفاءة التربية وتقليل معدلات النفوق. ومع تنامي التحديات البيئية والميكروبية، أصبح اللجوء إلى بدائل طبيعية وآمنة أمرًا ضروريًا، ويأتي استخدام الأحماض العضوية على رأس تلك البدائل.
أكد متخصصون في صحة الدواجن أن إضافة الأحماض العضوية إلى مياه شرب الدجاج تُعد من أهم الوسائل الحديثة في تحسين الأداء الصحي والتربوي للطائر. وتتمثل أهمية هذه الإضافة في قدرتها على خفض درجة الحموضة (pH) للماء، مما يخلق بيئة أقل ملاءمة لنمو البكتيريا الضارة والميكروبات الممرضة.
وأوضح الخبراء أن الأحماض العضوية تساهم بشكل فعّال في تقليل تلوث مياه الشرب داخل خطوط المياه، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تحسين جودة المياه التي يتناولها الطائر بشكل يومي، ما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة للدواجن.
وتلعب هذه الأحماض دورًا محوريًا في تعزيز وظائف الجهاز الهضمي، إذ تساهم في تحسين التوازن الميكروبي داخل الأمعاء، وتقليل مشاكل الهضم والإسهال، مما يزيد من كفاءة امتصاص العناصر الغذائية، وبالتالي تحسين معدل التحويل الغذائي وزيادة الوزن.
من جهة أخرى، أشارت الدراسات إلى أن استخدام الأحماض العضوية له تأثير إيجابي في رفع كفاءة الجهاز المناعي للطائر، حيث يعزز استجابة الجسم المناعية لمواجهة الأمراض الفيروسية والبكتيرية، وبالتالي تقليل الاعتماد على المضادات الحيوية التقليدية.
كما تعد الأحماض العضوية أحد البدائل الفعّالة في برامج مكافحة مسببات الأمراض المعوية مثل السالمونيلا والإي كولاي، والتي تُعد من أكبر التحديات التي تواجه مزارع الدواجن.
وتتوفر الأحماض العضوية في صور مختلفة، سواء كمركّبات منفردة مثل حمض الفورميك واللاكتيك، أو كمزيج من عدة أحماض، يتم إضافتها بنسب محددة حسب عمر الطائر وحالته الصحية، وتحت إشراف بيطري دقيق.
وتعتبر هذه الممارسات جزءًا من التوجه العالمي نحو إنتاج دواجن أكثر أمانًا وجودة، عبر تقنيات مستدامة تعزز مناعة الطائر وتحافظ على البيئة، مع تقليل استخدام الأدوية التقليدية التي قد تترك بقايا في اللحوم.