أ
أ
تُعدّ صناعة الدواجن ركيزة أساسية في توفير الغذاء العالمي، حيث يمثل اللحم والبيض مكونًا رئيسيًا في وجبات غالبية سكان العالم غير النباتيين, وتشير الإحصائيات إلى حجم الاستهلاك الهائل لهذه المنتجات، مما يستدعي إنتاجًا ضخمًا لتلبية الطلب المتزايد.
في هذا السياق، يُعرف قطاع تربية الدواجن بأهميته البالغة ضمن منظومة الثروة الحيوانية، حيث تُربى الطيور المستأنسة مثل الدجاج والرومي والبط وغيرها بهدف إنتاج اللحوم والبيض, ولتحقيق أعلى مستويات الإنتاجية، يتطلب الأمر اتباع ممارسات إدارية دقيقة ومدروسة في مزارع الدواجن.
أسس النجاح في تربية الدواجن:
اختيار السلالات المتميزة: يعتبر اختيار سلالات دواجن صحية وعالية الإنتاجية الخطوة الأولى نحو تحقيق النجاح, فعلى سبيل المثال، يُفضل دجاج ليغورن الأبيض لإنتاجه الغزير من البيض، بينما يتميز دجاج نيو هامبشاير بإنتاجه الوفير من اللحوم.توفير المأوى المثالي: يمثل الإيواء الصحيح حجر الزاوية في تربية الدواجن, يجب توفير أقفاص واسعة تحمي الطيور من الظروف البيئية القاسية والحيوانات المفترسة، مع الالتزام بمعايير التهوية الجيدة، والإضاءة المناسبة، والنظافة والجفاف، والصرف الصحي الفعال، ودرجات الحرارة المثالية، بالإضافة إلى تخصيص أماكن منفصلة للطيور حسب أعمارها, كما أن استخدام الفرشة المناسبة على أرضية الحظائر وتنظيفها بانتظام يساهم في الحفاظ على بيئة صحية.

التغذية المتوازنة والمياه النظيفة: لضمان صحة الطيور وإنتاجها الأمثل، يجب توفير نظام غذائي متكامل يحتوي على الحبوب، ومنتجاتها الثانوية، وكُسب الزيت، ومركزات البروتين، والفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى الخضراوات, ولا تقل أهمية توفير مياه الشرب النظيفة عن التغذية السليمة، حيث أن المياه الملوثة قد تنقل الأمراض المختلفة.
إدارة الأمراض والوقاية: تواجه الدواجن خطر الإصابة بالعديد من الأمراض البكتيرية والفيروسية والفطرية والأولية لذا، فإن الحفاظ على النظافة العامة في المزارع، وتوفير تغذية جيدة لتعزيز المناعة، والتطعيم المنتظم، والزيارات البيطرية الدورية، كلها إجراءات ضرورية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها في حال ظهورها, ويتوجب عزل أي طائر مصاب وعلاجه فورًا لمنع انتشار العدوى.

إن الاهتمام بهذه الجوانب الأساسية في إدارة مزارع الدواجن يضمن تحقيق إنتاجية عالية من اللحوم والبيض، بما يلبي الطلب المتزايد على هذه المنتجات الحيوية حول العالم.