يُعد التخلص من ديدان الدواجن أمرًا حيويًا لكل من منتجي القطعان التجارية ومربي الدواجن في الفناء الخلفي، لضمان صحة الطيور واستمرارية الإنتاج, ومع تزايد شعبية تربية الدجاج "الحر" أو المتجول بحرية، أصبحت الطفيليات الداخلية تشكل تهديدًا متزايدًا، مما يستدعي فهمًا أعمق لطرق العدوى، علامات الإصابة، وأفضل استراتيجيات المكافحة.

طريق العدوى: كيف تصل الديدان إلى قطعانك؟

تُصاب الطيور بالديدان غالبًا بطريقتين رئيسيتين:

العدوى المباشرة: تحدث عند تناول الطيور لبيض الديدان أو يرقاتها مباشرة من الأرض. يتميز بيض الديدان بمقاومته الشديدة، وقد يبقى حيًا لأشهر في التربة, ويمكن أن ينتقل البيض واليرقات عبر الأحذية، الملابس، أكياس العلف، الحيوانات الأخرى، أو المعدات, كما تُعد الطيور البرية مصدرًا شائعًا للتلوث، حيث يمكن للطيور المصابة أن تفرز آلافًا من بيض الديدان يوميًا, يتطلب بيض الديدان الدفء والرطوبة لينمو، مما يجعل أشهر الربيع والصيف أكثر عرضة للعدوى، لكن أنظمة الفرشة العميقة توفر ظروفًا مناسبة على مدار العام.

العدوى غير المباشرة: تحدث عندما يبتلع الطائر عائلاً وسيطًا مصابًا بيرقات الطفيلي، مثل دودة الأرض، أو ببساطة يحمل هذا العائل بيض الديدان.

علامات الديدان: كيف تكتشف الإصابة؟

قد يكون تحديد أعراض الإصابة بالديدان صعبًا نظرًا لطبيعة العدوى المزمنة، وقد لا تظهر على بعض الطيور أي علامات واضحة, ومع ذلك، تشمل الأعراض العامة:

ضعف في الأداء العام.
انخفاض في الشهية وفقدان الوزن.
شحوب في لون الريش بسبب فقر الدم.
إسهال متقطع.
تأثر إنتاج البيض: قد يكون البيض أصغر حجمًا، بصفار باهت، وقشرة هشة.

بعض أنواع الديدان قد تظهر علامات أكثر تحديدًا:

Ascaridia galli (الدودة الأسطوانية الكبيرة): وهي أكبر الديدان التي تصيب الدواجن (تصل إلى 12 سم), قد تسبب انسدادًا معويًا ووفاة في الحالات الشديدة.

Capillaria obsignata (دودة الشعر): ديدان صغيرة جدًا وخيطية الشكل، ولكنها قد تكون مسببة للأمراض ومميتة بسرعة, أعراضها تشمل الإسهال، الاكتئاب، والهزال.

Heterakis Gallinarum (الدودة الأعورية): ديدان بيضاء بطول 1.5 سم, غالبًا ما تكون العدوى بها بدون أعراض، لكنها قد تحمل الكائن الأولي Histomonas meleagridis (الرأس الأسود)، الذي يمكن أن يسبب وفيات عالية في قطعان الديك الرومي والدراج والحجل والطاووس.

Trichostrongylus tenuis: تعيش في الأمعاء وتسبب التهابًا شديدًا وفقدانًا للوزن، خاصة في الطيور البرية.

Amidostomum anseris (دودة القانصة): تصيب البط والإوز بشكل رئيسي، وتؤدي إلى الاكتئاب، فقر الدم، فقدان الوزن، وتأخر النمو.

Syngamus trachea (دودة الفجوة): مشكلة خاصة للديك الرومي والدراج وصغار الطيور الأخرى, تسبب ضيق التنفس، اهتزاز الرأس، تمدد الرقبة، السعال، الهزال، وقد تؤدي إلى الاختناق, يمكن أن تعيش يرقاتها المعدية لأشهر أو سنوات في عوائل وسيطة مثل البزاقات والقواقع وديدان الأرض.

الديدان الشريطية (مثل Davainea proglottina و Raillietina cesticillus): لا تشكل خطرًا كبيرًا إلا بأعداد كبيرة، وقد تسبب نموًا أبطأ في صغار الطيور, يصعب علاجها ويمكن السيطرة عليها بالتحكم في العوائل الوسيطة (الخنافس والقواقع).

استراتيجيات المكافحة والعلاج:

نظرًا للوجود المستمر لبيض الديدان في البيئة، فإن العلاج غير المنتظم قد لا يكون فعالًا, لذا، تُعد الأساليب الاستراتيجية الأكثر فائدة للسيطرة على المدى الطويل.

زيادة ضغط العدوى: في الحالات التي يرتفع فيها ضغط العدوى (بسبب الكثافة العالية ومستويات التلوث)، يجب تقليص فترات العلاج لتتراوح بين 3-4 أسابيع، بما يتوافق مع فترة ما قبل ظهور الديدان, هذا يمنع تساقط البيض ويعيد تلويث البيئة، مما يقلل ضغط العدوى تدريجيًا.

تقليل فترات العلاج: بمجرد انخفاض ضغط العدوى (يُقاس بانخفاض عدد البيض في البراز)، يمكن تمديد فترات العلاج.

ضغط متوسط: العلاج كل 6-8 أسابيع.

ضغط منخفض: العلاج كل 8-10 أسابيع.

السيطرة الكاملة: يمكن تحقيقها عادةً بالعلاج كل 10-12 أسبوعًا (كل ثلاثة أشهر).

فوائد التخلص من الديدان: إلى جانب الفوائد الصحية الواضحة، يساهم التخلص المنتظم من الديدان في تحسين الإنتاجية, ففي تجربة أجريت على منشأة تجارية تضم 32 ألف دجاجة حرة، أظهرت المجموعة التي خضعت للتخلص من الديدان كل 5 أسابيع تحسنًا ملحوظًا بزيادة حوالي 10 بيضات إضافية لكل دجاجة مقارنة بالمجموعة التي عولجت كل 10 أسابيع.

العلاجات المتاحة: يُعد فلوبيندازول (Flubenvet) العلاج الوحيد المرخص للديدان في الدواجن والطيور البرية. يتوفر بتركيزات مختلفة:

Flubenvet 1% (عبوة 60 جرام): لعلاج 20 دجاجة (للمربين الصغار).

Flubenvet 2.5% (كيس 2.4 كجم أو حوض 240 جرام): للقطعان الأكبر حجمًا.

Flubenvet 5%: يمكن دمجه في المواد الغذائية من قبل شركة تصنيع أعلاف مسجلة.

يُعطى مبيد الديدان في العلف لمدة سبعة أيام، ويجب التأكد من خلطه جيدًا, عند استخدام الجرعة الموصى بها للدجاج، تكون فترة سحب البيض صفرية, يتوفر أيضًا مستحلب فموي قابل للذوبان في الماء، Solubenol، للاستخدام التجاري, تجدر الإشارة إلى أن فلوبينفيت غير مرخص لعلاج الديدان الشريطية.

الإجراءات الوقائية:

على الرغم من صعوبة القضاء على الديدان تمامًا في ظل أنظمة التربية العادية، إلا أن هناك خطوات يمكن اتخاذها للمساعدة في تقليل أعباء الديدان:

الحفاظ على الجفاف: إبقاء المناطق الموحلة جافة (باستخدام الحصى حول فتحات الزجاجات) لتعريض بيض الديدان للجفاف.

التغذية السليمة: استخدام المغذيات دائمًا وعدم إطعام الطيور من الأرض مباشرة.

النظافة الجيدة: اتباع ممارسات النظافة الصارمة في الحظائر والمناطق المحيطة.

تدوير المراعي: تغيير أماكن تجول الطيور بانتظام.

قص العشب: إبقاء العشب قصيرًا لتعريض بيض الديدان لأشعة الشمس.

الحجر الصحي للطيور الجديدة: تطهير الطيور الجديدة وإبقائها في عزلة لمدة تتراوح بين 24 و48 ساعة قبل دمجها مع بقية القطيع أو السماح لها بالوصول إلى المراعي.