أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن مقام الرضا من أعظم المقامات التي يتعلمها الإنسان في سيره إلى الله، موضحًا أن الرضا حالة قلبية تنعكس على سلوك الإنسان وتصرفاته، وتجعل المؤمن في طمأنينة وسكينة حتى في أوقات الابتلاء والضيق.
وقال الدكتور أسامة قابيل خلال حديثه مع الإعلامية إيمان رياض، ببرنامج "من القلب للقلب"، المذاع على قناة "mbcmasr2"، اليوم الاثنين: "اللهم ارزقنا الرضا، اللهم آمين، اللهم ارضَ عنا في الدنيا والآخرة، واجعلنا يا رب من الذين قلت فيهم: رضي الله عنهم ورضوا عنه.. فالواحد بيرضى عن كل شيء ربنا مقدّره في الدنيا، وعارف كمان إن ربنا سبحانه وتعالى راضٍ عنه".
وأوضح أن كل إنسان يمتلك في قلبه ما يشبه "الريسيفر" الذي يستقبل به أقدار الله، مشيرًا إلى أن المؤمن حين يواجه موقفًا صعبًا أو ابتلاءً ماليًا أو صحيًا أو أسريًا، عليه أن يربط الحمد بالرضا، فيقول الحمد لله بلسانه ويُظهر شكره لله بفعله وسلوكه الطيب.
وأضاف أن الابتلاء ليس دلالة على غضب الله، بل قد يكون علامة على محبته، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "من رضي فله الرضا"، مؤكدًا أن الوصول إلى مقام الرضا يسبقه ثلاث مراحل: التسليم، ثم الصبر، ثم الرضا، وبعدها ينال الإنسان المقام الأعلى وهو الطمأنينة.
وبيّن الدكتور قابيل أن النفس المطمئنة التي يُناديها الله يوم الوفاة هي ثمرة الرضا الحقيقي، مشيرًا إلى أن الحياة رحلة مليئة بالأقدار، وعلى الإنسان أن يقبلها ويدرك أنها مؤقتة، لأن الله سبحانه وتعالى وحده يعلم ما في الصدور وما تخفي القلوب.