الجمعة، 18 ربيع الثاني 1447 ، 10 أكتوبر 2025

يسري جبر: هكذا يتحول القلق على الرزق إلى يقين وراحة

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر أحد علماء الأزهر الشريف
أ أ
techno seeds
techno seeds
أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف أن التفكير في الرزق والمستقبل ينبغي أن يكون بالعقل لا بالقلب، موضحًا أن المسلم الموفق هو من يوازن بين التدبير العقلي للأسباب، والاطمئنان القلبي إلى قسمة الله تعالى، لأن الله سبحانه هو المدبر الحقيقي للأرزاق والمقادير.

وأوضح خلال حلقة برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن النبي ﷺ قال: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز»، مشيرًا إلى أن الحرص هنا هو عمل العقل، أي التخطيط والاجتهاد والترتيب والإدارة، أما القلب فيجب أن يظل مطمئنًا، لا يحمل الهم ولا الجزع، لأن القلق الزائد هو الذي يجلب الهموم ويضعف الهمة، بل وقد يؤدي إلى الأمراض البدنية والنفسية.

وأضاف أن التوكل الصحيح هو أن يعمل الإنسان بعقله في الأخذ بالأسباب، ويرضى بقلبه بالقَسْم، فالعقل موضع الشرع والتكليف، والقلب موضع الرضا واليقين، مؤكدًا أن المسلم إذا استطاع أن يفصل بين الأمرين ـ فيجعل التدبير للعقل والتسليم للقلب ـ فقد بلغ مقام الإيمان الحقيقي.

وأشار إلى أن من يربط عبادته بنتائج دنيوية يقع في الخطأ الذي وصفه الله بقوله تعالى: «ومن الناس من يعبد الله على حرف...»، فالإيمان الصادق هو أن يعبد الإنسان ربه دون شرط، راضيًا بقضائه في كل حال، معتبرًا أن الرضا هو مفتاح راحة القلب، والتوكل هو طريق السعادة.

وبيّن العالم الأزهري أن زيادة اليقين بالله تكون بريّ بذرة الإيمان في القلب بالاستقامة والطاعة والذكر وأكل الحلال وصحبة الصالحين وكثرة الصلاة على النبي ﷺ، فهذه الأمور تغذي شجرة الإيمان حتى تثمر طمأنينةً وثباتًا.

وقال: «خلي عقلك مع الأسباب، لكن خَلِّي قلبك مع رب الأسباب، فإذا رتبت أمورك بعقلك وسكنت بقلبك لله، ارتحت من الهم والقلق، وصرت مؤمنًا مطمئنًا راضيًا بقضاء الله في كل حال».
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة