الإثنين، 19 جمادى الأولى 1447 ، 10 نوفمبر 2025

أستاذ بالأزهر: وثيقة المدينة نموذج للوحدة رغم اختلاف القبائل والانتماءات

الدكتور أحمد الرخ
الدكتور أحمد الرخ الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف
أ أ
techno seeds
techno seeds
قال الدكتور أحمد الرخ، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن تعدد الانتماءات والهويات الجغرافية لا يتعارض مطلقًا مع دعوة الإسلام إلى الوحدة، موضحًا أن "السعة" هي القيمة الكبرى التي تضمن بقاء الهوية الإنسانية في أبهى صورها، لأنها تشمل الرحمة والتعاون والتكامل بين البشر على اختلاف أديانهم وثقافاتهم.

وأضاف الرخ، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس اليوم الأحد، أن الإسلام لا يدعو إلى ذوبان الهويات، بل إلى التعاون فيما بينها، لافتًا إلى أن قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} يؤكد أن الأمة الإسلامية في جوهرها واحدة مهما اختلفت الأوطان أو تعددت الحدود.

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم رسخ هذا المفهوم في المدينة المنورة حين أعلن أن «أهل يثرب أمة واحدة»، وأن سلمهم واحدة وحربهم واحدة، مما يدل على أن الوحدة في الإسلام تقوم على القيم والمبادئ لا على المكان.

واستشهد الرخ بموقف النبي صلى الله عليه وسلم من حلف المطيبين في الجاهلية، حين قال: «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دُعيت به في الإسلام لأجبت»، مشيرًا إلى أن هذا يدل على إقرار الإسلام للتحالفات التي تقوم على نصرة المظلوم وصلة الأرحام والتعاون على البر والخير.

وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم طبّق هذا المبدأ عمليًا في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، حين جعلهم إخوة في الله يتشاركون في المواساة والعطاء، كما ورد في قصة عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع رضي الله عنهما، وهي من أروع صور التكافل والوحدة الاجتماعية.

وأكد الدكتور أحمد الرخ، أن التعدد لا يعني التفرقة، بل التنوع في إطار الوحدة، مبينًا أن الإسلام يريد من المسلمين أن يتعاملوا بالتقوى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره»، فبهذا الخلق الرفيع تتحقق وحدة الأمة وقوة المجتمع.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة