أ
أ
لم تتوقع قرية "خربتها" الهادئة، التابعة لمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، أن يتحول اسمها العريق إلى مادة للفكاهة في أحد أشهر الأفلام المصرية، وأن يصبح حديث الناس بسبب جملة عابرة قيلت على لسان نجم الكوميديا عادل إمام في فيلم "المتسول".
"خربتها".. ليست مجرد اسم:
ففي مشهد كوميدي بالفيلم الشهير، يطلق عادل إمام جملته الساخرة "أنا جاي من خربتها"، ويتبعها تصوير نمطي ساخر عن كيفية تسخين مياه الترعة لاستحمام عمدة القرية, ورغم موجة الضحك التي اجتاحت دور العرض، إلا أن هذه النكتة لم تمر مرور الكرام على أهالي "خربتها"، البالغ عددهم آنذاك نحو 20 ألف نسمة.فالقرية التي يعود اسمها تاريخيًا إلى "خربنا"، ويُصر أهلها على نطقها "خربتها"، ليست كما تصورها البعض مكانًا مهملاً أو وهميًا, بل هي بلدة ذات جذور تاريخية عميقة تمتد إلى العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية، وأنجبت العديد من الكفاءات في مجالات الطيران والتعليم والقيادات الثورية والعلمية.

غضب عارم ودعوى قضائية:
لم يستقبل أهالي "خربتها" هذه النكتة بصدر رحب، بل اعتبروها إهانة شخصية لهم ولوطنهم, ودفعت هذه السخرية بالعمدة آنذاك، الحاج فكري عبد الحميد الحوفي، إلى رفع دعوى قضائية ضد عادل إمام ومخرج ومنتج الفيلم، تعبيرًا عن غضب واستياء أهالي القرية الذين باتوا يسمعون تعليقات ساخرة وضحكات كلما ذكروا اسم بلدتهم."أصبحنا أضحوكة":
نقلت مجلة "آخر ساعة" في عددها الصادر بتاريخ 25 يناير 1984، صدى هذا الغضب من داخل القرية. ونقلت عن العمدة قوله بغضب: "أصبحنا أضحوكة في كل مصلحة حكومية، الطالبات يتعرضن للمضايقات لأنهن من بلد المتسولين، رغم أن بلدنا لا يوجد بها متسول واحد".واتفق معه العديد من أبناء القرية، من بينهم فوزي الديب المراجع التعليمي وعطية مقلد أمين المكتبة، الذين أكدوا بمرارة أن "خربتها" ليست مجرد اسم مضحك، بل هي بلدة يرتفع فيها مستوى التعليم بشكل كبير، حيث يتجاوز عدد المتعلمين فيها 90% من السكان.