قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الفتاة أمانة وهبة من الله، ويجب على أولياء الأمور أن يحسنوا الاختيار لمن يتقدم لخطبتها، وألا تكون الماديات هي المعيار الوحيد في اتخاذ قرار الزواج.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء: "حضرتك لو واحد إداك وردة، إذا أعطاك أحدهم زهرة وقال لك قم بزراعتها، هل ستبحث عن مزبلة؟! أم ستبحث عن مكان يليق بالوردة لتزرعها فيه؟ طبعًا من الغباء إنك تزرع الوردة في المزبلة! عشان كده بقول: بناتكم ورود، فانظروا أين تزرعونهن".
وأضاف: "وإياكم أن تبحثوا في الخاطبين عن أصحاب الأموال فقط، من غير خلق، فإن كثيرًا من القصور التي تشاهدونها ليست إلا قبورًا دُفنت فيها نساء أحياء، وهنّ يمُتن في اليوم الواحد ألف مرة، هذه الوردة التي أعطاك الله إياها – بنتك الغالية – هي شتلة صغيرة، ازرعها في تربة الاهتمام، واسقيها بماء المحبة، ولا تفرط فيها إلا إذا كان طالبها حديقة غنّاء".
وتابع: "كل المخاوف تجلب لك الهموم، إلا الخوف من الله، فإنه يجلب لك أعظم شيء: الجنة. البنت يجب أن توضع في المكان الذي يليق بها، المكان اللي هتُسأل عنه يوم القيامة".
وأشار إلى أن الزواج لا بد أن يُنظر إليه على أنه مسؤولية عظيمة، قائلا: "إذا كنت تريد أن تسأل عن الزواج، هقول لك: الزواج بأسلوب جديد.. عارف الزواج عبارة عن إيه؟ أعظم وأغرب شيء هتسمعه، الزواج عبارة عن نقل أمانة من مكان إلى مكان، ومن شخص إلى شخص. بنتك أمانة في رقبتك، الأمانة دي.. انت عاوز تخلّص منها؟! ولا عاوز تحافظ عليها من بعدك؟ مع من؟ مع من يحفظها ويتقي الله فيها".
واستكمل: "هي دي الأمانة.. انتقلت من رقبة رجل إلى رقبة رجل آخر، لازم حضرتك كما يقول الشاعر: (وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوّده أبوه)، لازم تعرف الأمانة هتروح في إيد مين، وهل الراجل ده هيشيل الأمانة؟ هل هيكون أمين عليها؟ هيخدها؟ هيهملها؟ هيتطاول عليها؟ هيتلفظ بألفاظ سيئة؟ عرفتوا مشاكل البيوت منين؟ من إن أصحاب الأمانة فرّطوا فيها، وأعطوها لمن لا يتحملها".
وأردف: "اتق الله في بناتك، واعلم أن الزوج مؤتمن على زوجته بعد أبيها، فإنها نعمة من الله. كما قالت العربية لابنتها: (يا بنيّ، ستدخلين على رجل غريب عنك، فكوني له أمةً يكن لك عبدًا، وكوني له أرضًا يكن لك سماء، وكوني له فرشًا يكن لك غطاء)، يا بنيّ، إذا استغنى الرجال عن النساء، واستغنت النساء عن الرجال، لكنتِ خليقة بذلك.. فأنتِ مستغنية عن الرجال بأبيك، ولكن الرجال للنساء، والنساء للرجال خُلقن.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بناتنا وأولادنا وفلذات أكبادنا. أرجو أن تكون هذه الدروس الأربعة نبراسًا لكم في حياتكم ولأولادكم".