رغم بساطتها وهدوئها الريفي، استطاعت قرية طنامل التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية أن تحفر لنفسها مكانة مميزة على خريطة الصناعات اليدوية في مصر، حيث ارتبط اسمها منذ عقود طويلة بصناعة التريكو والصوف، حتى أصبحت من أشهر القرى التي يعمل غالبية أبنائها في هذا المجال.
تاريخ طويل من الحرفة
بدأت حكاية طنامل مع التريكو والصوف منذ أكثر من نصف قرن، حين لجأت بعض السيدات إلى تعلم الحياكة اليدوية وصناعة الملابس الصوفية البسيطة لتوفير احتياجات أسرهن. ومع مرور الوقت، تحولت الهواية إلى مهنة، وأصبح في كل بيت ماكينة تريكو تعمل ليل نهار، تخرج منها قطع الملابس الشتوية المختلفة.
شهرة تتخطى حدود القرية
لم تعد منتجات طنامل تقتصر على السوق المحلي داخل الدقهلية فقط، بل امتدت شهرتها إلى المحافظات المجاورة، حيث يحرص التجار على شراء إنتاجها من الكوفيات، والبلوفرات، والجاكيتات، والملابس الصوفية المتنوعة، لما تتميز به من جودة عالية وأسعار مناسبة. بل إن بعض الورش الصغيرة بدأت في التصدير للأسواق العربية.
دور المرأة في الصناعة
تُعد المرأة في طنامل هي العمود الفقري لهذه الصناعة، حيث تعمل الأمهات والبنات جنبًا إلى جنب في المنازل والورش الصغيرة، ما ساعد في تحسين دخل الأسرة، وجعل القرية نموذجًا لتمكين المرأة الريفية اقتصاديًا.
التحديات التي تواجه الحرفة
رغم شهرة طنامل الواسعة، إلا أن هناك تحديات تواجه هذه الصناعة، أبرزها:
ارتفاع أسعار الخامات والأدوات.
منافسة المنتجات المستوردة الجاهزة.
الحاجة إلى تدريب الأجيال الجديدة على مواكبة التصاميم العصرية.
مستقبل واعد
يرى خبراء التنمية الريفية أن طنامل تملك مقومات التحول إلى قرية صناعية متخصصة في التريكو والصوف إذا ما تلقت الدعم الكافي من الدولة والجهات المختصة، من خلال توفير معارض دائمة، ودورات تدريبية للشباب، وربط الإنتاج بالأسواق الإلكترونية.
وهكذا أصبحت طنامل نموذجًا لقرية صغيرة استطاعت أن تصنع شهرتها من خيوط الصوف وإبداعات التريكو، لتبقى رمزًا للكفاح والعمل اليدوي الأصيل في الريف المصري.
