قالت الدكتورة منى طمان، المحاضر والاستشاري الدولي في تكنولوجيا المعلومات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، إن هناك خلطًا شائعًا بين مفهومي الذكاء الاصطناعي والبرمجة لدى كثير من أولياء الأمور، مؤكدة أن لكل منهما طريقًا مختلفًا في التعلم والتطبيق، ويجب التفرقة بين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، وبين تصميم التطبيقات الذكية من خلال البرمجة.
وأوضحت طمان، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن الذكاء الاصطناعي اليوم أصبح جزءًا لا يتجزأ من واقعنا، وتعددت تطبيقاته في كل جوانب الحياة، ولهذا من الضروري أن يتم تعليمه للأطفال من سن العاشرة فأعلى بشكل يتناسب مع وعيهم، لأنه يحيط بهم في كل المحتوى الذي يتعرضون له عبر الإنترنت والتطبيقات التفاعلية.
وأكدت أن تعليم الطفل البرمجة يختلف جذريًا عن تعليمه الذكاء الاصطناعي، فالبرمجة هي المرحلة التقنية التي تؤهل لصناعة التطبيقات، بينما الذكاء الاصطناعي في هذه المرحلة هو مجموعة أدوات يمكن استخدامها والاستفادة منها في الدراسة والحياة اليومية.
وشددت على أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح لا يعني الاعتماد عليها في التفكير واتخاذ القرار، بل يجب أن تكون أداة مساعدة فقط، تحاكي التفكير البشري ولكن لا تلغيه.
وأضافت أن على الأهل أن يوجهوا أبناءهم إلى استخدام هذه الأدوات كوسيلة للتعلّم، كأن يسأل الطفل عن شرح لدرس معين بدلاً من طلب الإجابة الجاهزة، وهو ما يساعده على الفهم والتدريب واستيعاب المادة بطريقة تفاعلية وعملية.
وأوضحت أن الطريق إلى صناعة تطبيقات الذكاء الاصطناعي يبدأ بتعلّم لغات البرمجة، وأهمها لغة "بايثون"، والتي تُعد من الأساسيات لمن يرغب في بناء تطبيقات ذكية تتضمن مفاهيم مثل "الرؤية الحاسوبية" و"تعلم الآلة"، أما الطفل في السن الصغير، فليس من الواقعي أن يبدأ فورًا بصناعة تطبيقات، بل عليه أولًا أن يفهم كيف يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة أمامه، ثم مع التدرّج في المهارات التقنية، يمكن تعليمه البرمجة ليصنع تطبيقاته الخاصة لاحقًا.
وأضافت أن هناك مسارين واضحين: الأول هو تعلّم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كجزء من الثقافة الرقمية الضرورية في العصر الحالي، وهذا يشمل جميع أفراد المجتمع، حتى كبار السن، والثاني هو تعلّم البرمجة، لمن يملك الشغف والرغبة في التخصص، حتى يتمكن من برمجة أنظمة ذكية أو أدوات مشابهة لما يستخدمه الآخرون.
وشدّدت على أن التطبيقات التي يستخدمها الأطفال حاليًا تحتوي على قدر كبير من الذكاء الاصطناعي، لكنها مصممة وجاهزة من قِبل مبرمجين ومهندسين، ولهذا فإن إدراك الفارق بين الاستخدام والتصميم يساعد الطفل على بناء وعي تقني تدريجي.