أكدت الدكتورة نادية جمال، الاستشارية الأسرية، أن الوصول إلى قرار الانفصال لا يحدث فجأة أو بدافع لحظة غضب، بل هو نتيجة تراكمات طويلة من المواقف والمشاعر المؤلمة التي تُضعف العلاقة بمرور الوقت.
وأوضحت خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن قرار الانفصال عادة ما يسبقه صراع داخلي حاد بين الرغبة في الاستمرار والأمل في الإصلاح، وبين الإحساس بالخذلان والرغبة في الراحة، مؤكدة أن الشخص الذي يُقدم على الانفصال غالبًا ما يظل يحمل جزءًا من الحنين للطرف الآخر حتى بعد اتخاذ القرار.
وأضافت الدكتورة نادية أن التفكير في العودة لا يعني ضعفًا، بل هو دليل على وجود مشاعر لم تُغلق بعد، مشيرة إلى أن مراجعة النفس بعد الانفصال خطوة مهمة لفهم الأخطاء التي أدت إلى الخلاف.
وقالت إن الفرصة الثانية في العلاقة ليست فقط من أجل الطرف الآخر، بل هي مرحلة تعافٍ نفسي للشخص نفسه، تساعده على استعادة توازنه ونضجه العاطفي، شريطة أن تُمنح بوعي ونضج وليس بدافع العاطفة وحدها.
وشددت على أن منح الفرصة الثانية يعكس قوة التسامح والقدرة على الإصلاح، سواء من الرجل أو المرأة، مؤكدة أن العلاقات الإنسانية لا تُبنى على الكمال، بل على الفهم والتقدير والرغبة في الاستمرار الحقيقي.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن المراجعة الذاتية بعد الانفصال ضرورة لبداية صحية جديدة، سواء بعودة العلاقة أو بانطلاقة جديدة نحو تجربة أكثر وعيًا ونضجًا.



