قالت الدكتورة نسرين فؤاد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، إن الاستسهال في العلاقات الاجتماعية بسبب السوشيال ميديا وجروبات الواتساب، أدى إلى تآكل روابط الجيرة والتواصل المباشر بين الناس، مضيفة: "بقينا نكتفي برسالة تهنئة في الأعياد على جروب العمارة، وكأن ده كفاية، مع إنه بُعد بيضعف العلاقة الإنسانية اللي المفروض تكون أقوى"  

وأضافت فؤاد، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن التكنولوجيا أثرت على شكل العلاقات، بجانب وجود حالة خوف من الاقتراب الزائد من الجيران، مضيفة:
"الناس بقت متحفظة أكتر، مش كل حد بيأمن للتاني، لكن ده مش مبرر، لأن الإسلام والتقاليد علمونا حسن الظن وحسن التعامل مع الجار في حدود الاحترام وعدم التطفل". 

وأوضحت أن استعادة الأجواء الاجتماعية القديمة بين الجيران لا تتطلب مجهوداً كبيراً، وإنما تحتاج إلى مبادرات بسيطة: "أسلم على جاري، أسأله عن حاله، أشاركه في مناسباته، أقدم له نصيحة لو احتاج، أكون في ضهره وقت الشدة.. دي كلها تصرفات بسيطة لكنها بتقوي المودة وبتغرس القيم دي في ولادنا"  

وتابعت أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر: "لو أنا بادرت وباديت حسن النية وبالرغم من كده الطرف التاني مش متجاوب، هنا مفيش مشكلة، أظل محافظ على الحد الأدنى من العلاقة، سلام عليكم لو تقابلنا، لكن بدون خصومة أو إساءة."

وأكد على أن بقاء التواصل ولو في أضيق الحدود أفضل من القطيعة، مشيرة إلى أن: "انقطاع العلاقة تماماً بيخلق فجوة ثقافية واجتماعية بين الجيران، وأحياناً بيكون فيه سوء فهم أو مواقف مش معروفة، فالمفترض نسعى نفهم بعض ونفتح أبواب الحوار من وقت للتاني بما يليق وبما يحفظ الاحترام".