واصلت الهيئة العامة لقصور الثقافة فعاليات برنامج "مصر تتحدث عن نفسها" بمحافظة دمياط، ضمن محور يوليو "تراثك ميراثك"، وذلك برعاية الأستاذ الدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط، والدكتور أحمد هنو وزير الثقافة. وتهدف الفعاليات إلى إبراز التراث الثقافي والحرفي للمحافظة من خلال ورش عمل حكي وحرفية متخصصة.
نظمت ثقافة دمياط، برئاسة نجوى كيوان، مجموعة من الورش الحكيّة والحرفية في عدة مواقع بالمحافظة للأسبوع الثاني على التوالي. حيث تناولت ورش الحكي موضوع صناعة الحلويات الدمياطية الشهيرة، من خلال مكتبة كفر المياسرة وبيت ثقافة السرو، حيث تم استعراض تاريخ صناعة الحلويات التي بدأت منذ مئات السنين في المنازل وتحولت لاحقًا إلى مصانع، مع التركيز على أشهر الحلويات مثل المشبك الدمياطي والبقلاوة والكنافة والملبن، بالإضافة إلى أصناف أخرى مثل المدلعة والبسيسة والبسبوسة والهريسة. وتم التأكيد على تميز هذه الصناعة باستخدام مكونات طبيعية خالية من النكهات الصناعية، مما جعل دمياط مركزًا رئيسيًا لتصدير الحلويات إلى دول الشام والخليج وأوروبا.
وفي الجانب التاريخي، استضافت مكتبة كفر سليمان جلسة حكي عن "جامع المعيني"، أقدم مسجد في أفريقيا وأحد أبرز معالم دمياط التاريخية، والذي شُيد في عهد السلطان ناصر بن قلاوون عام 1310 ميلادية. تناول الحديث تفاصيل جماليات المسجد من زخارف ونقوش وأرضيات فسيفسائية، إلى جانب دوره التعليمي والديني كمركز للعلم والتصوف، كما تطرق للحقبة التي تحولت فيها الكنيسة إلى مسجد بعد خروج الصليبيين، حتى تم ترميمه وافتتاحه مجددًا عام 2009.
وفي كفر سعد، شهد إقليم شرق الدلتا الثقافي تنظيم ورشة حرفية لتعليم النجارة اليدوية وتاريخها، تضمنت تشكيل عرائس خشبية والنقش على الخشب، مع شرح أنواع النقش الزخرفي والغائر والبارز، وتدريب عملي على فن الأويما. وتم تسليط الضوء على تاريخ صناعة الأثاث بدمياط، التي تعد من أهم الصناعات المحلية وتصدر أكثر من نصف إنتاج مصر من الأثاث للخارج، كما تم الحديث عن شارع عبد الرحمن التاريخي الذي كان مركزًا للورش الحرفية، وعن معرض دمياط السنوي في القاهرة.
كما احتفى برنامج "مصر تتحدث عن نفسها" بالفن الفلكلوري الدمياطي من خلال ورشة تعريفية عن "الزفة الدمياطية" في قصر ثقافة فارسكور، والتي انتشرت في السبعينيات وما زالت محافظة على حضورها حتى اليوم.
وتأتي هذه الفعاليات في إطار الجهود المستمرة للهيئة العامة لقصور الثقافة لإحياء التراث الثقافي المصري والمحافظة على الحرف التقليدية وتعزيز الوعي بتاريخ المحافظات وأصالتها.