تشهد محافظة الأقصر لأول مرة في مصر مشروعًا ناجحًا لتجفيف الفلفل الأخضر والأحمر وتصديره إلى الأسواق العالمية، حيث باتت مدينة إسنا جنوب المحافظة مركزًا رئيسيًا لهذا النشاط الزراعي الحيوي.
يعتبر تجفيف الفلفل في محطة "الشهيد ماجد صالح" لفرز وتعبئة المحاصيل الزراعية بإسنا نقلة نوعية بعد نجاحها سابقًا في تجفيف الطماطم وتصديرها للأسواق الأوروبية، مما ساعد في فتح أسواق جديدة وتعزيز دور الأقصر في التصدير الزراعي.
تبدأ عملية التجفيف بجمع المحصول من المزارعين، ثم توريده إلى المحطة حيث يتم تنظيفه وفرزه، وتقطيعه آليًا، ومن ثم نشره على المناشر تحت أشعة الشمس لمدة يومين ليجف، تليها مرحلة التعبئة والتغليف استعدادًا للتصدير.
يرتكز هذا المشروع على الزراعة المستدامة في قرى إسنا التي تشتهر بزراعة الطماطم والموز والقصب، إلى جانب الفلفل بمختلف أنواعه وألوانه (الأخضر، الأحمر، الأصفر).
يزرع الفلفل خلال أشهر سبتمبر وأكتوبر ومايو، ويُعد محصولًا استراتيجيًا دفع المزارعين إلى اعتماد تقنية التجفيف الشمسي بهدف زيادة الاستفادة وتحقيق أرباح مستقرة بعيدًا عن تقلبات السوق التقليدية.
تتمثل أهمية المشروع في إتاحة فرص عمل واسعة للشباب والفتيات في المنطقة، حيث يتم تدريبهم على عمليات الفرز والتعبئة والتغليف، ويستقبل مركز التجفيف يوميًا أكثر من 10 أطنان من الفلفل، والتي تقلّص إلى نحو طن واحد بعد الفرز والتقطيع والتجفيف.
ويتم تصدير الفلفل المجفف إلى دول أوروبا، الخليج، الهند، وجنوب أفريقيا، ما يفتح آفاقًا جديدة للتنمية الزراعية في المنطقة.
كما أن التجفيف الشمسي الذي تعتمد عليه المحطة يعد من الطرق الطبيعية التي تضمن جودة عالية للمنتج مقارنة بالتجفيف الصناعي المنتشر في الأسواق.
ويشمل المشروع أيضًا عمليات تخليل الفلفل الحار بعد التجفيف، حيث يُنقع في محلول مائي لعدة أيام قبل التعبئة، لتوفير منتجات متنوعة تلبي مختلف احتياجات الأسواق العالمية.
نجاح هذا المشروع لا يقتصر على تعزيز الصادرات المصرية فحسب، بل يساهم أيضًا في دعم الاقتصاد المحلي، ويقلل من معدلات البطالة من خلال خلق فرص عمل حقيقية، ويشجع المزارعين على تبني زراعات أكثر ربحية ومواكبة للتطورات العالمية في القطاع الزراعي.