يُعتبر السماد العضوي الحيواني من أقدم الوسائل الطبيعية المستخدمة في الزراعة، وله دور جوهري في الحفاظ على خصوبة التربة وتحسين بنيتها على المدى الطويل. إذ يحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية الأساسية، أبرزها النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم، وهي عناصر ضرورية لتغذية النباتات وتطوير نموها بشكل صحي ومتوازن. وتتميز هذه العناصر بقدرتها على تعزيز تكوين البروتين في النبات، مما ينعكس على قوة الأوراق والسيقان، ويزيد من إنتاجية المحصول وجودته.
يسهم السماد الطبيعي في تنشيط الكائنات الحية الدقيقة داخل التربة، والتي تلعب دوراً فعالاً في تحليل المواد العضوية وتحويلها إلى مغذيات يسهل امتصاصها من قبل النباتات.
كما أنه يرفع من قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه، ويقلل من عملية الانجراف أو التآكل، مما يجعلها أكثر تماسكًا واستقرارًا، خاصة في المناطق الجافة أو ذات المناخ القاسي.
من الفوائد البارزة للسماد العضوي الحيواني أنه يعمل على تجديد العناصر التي تفقدها التربة خلال المواسم الزراعية المتتالية، حيث تتعرض التربة إلى استنزاف كبير للعناصر الغذائية بسبب الزراعة المكثفة واستخدام الأسمدة الكيميائية.
وفي الوقت نفسه، يساعد هذا النوع من السماد في التخلص التدريجي من التراكمات الضارة الناتجة عن المواد الكيميائية المستخدمة سابقًا، والتي قد تبقى في التربة لفترات طويلة وتؤثر سلبًا على المحاصيل وصحة المستهلك.
كما يتميز السماد الطبيعي ببطء تحلله، ما يجعله يمد النباتات بالعناصر الغذائية بشكل مستمر وعلى مدى زمني أطول مقارنة بالأسمدة المركبة التي تمنح نتائج سريعة لكنها مؤقتة. هذا الامتداد الزمني في تغذية النبات ينعكس إيجاباً على ثبات نموه وجودة ثماره، دون التسبب في أضرار جانبية.
وبخلاف الأسمدة الكيميائية التي ترفع من ملوحة التربة بمرور الوقت وتؤدي إلى تدهورها، فإن السماد العضوي يساهم في تقليل مستويات الملوحة وتحقيق توازن طبيعي داخل البيئة الزراعية ,كما أنه يخلو من المركبات الصناعية الضارة، ما يجعله آمناً على صحة الإنسان والبيئة في آنٍ واحد.
بذلك، يُعد السماد العضوي الحيواني خيارًا زراعيًا مستدامًا وصديقًا للبيئة، يسهم في بناء منظومة زراعية متوازنة وآمنة، تعزز من جودة الإنتاج وتحافظ على صحة التربة لأجيال قادمة.
