تُعتبر الأسمدة الحيوية أداة محورية في تحقيق الزراعة المستدامة وزيادة الإنتاجية الزراعية بشكل متجدد. فهي لا توفر العناصر الغذائية الأساسية للنباتات فحسب، بل تُحسن أيضًا خصائص التربة وتحافظ على التوازن البيئي.

وحول هذا الموضوع، أوضح الدكتور محمود ناصف، أستاذ الأسمدة الحيوية بمعهد بحوث الأراضي والمياه، أن النبات يحتاج إلى 16 عنصرًا غذائيًا خلال دورة حياته، وتعمل الأسمدة الحيوية على توفير هذه الاحتياجات بشكل مستمر.

ما هي الأسمدة الحيوية؟

عرّف الدكتور ناصف الأسمدة الحيوية بأنها "سماد عضوي يحتوي على كائنات دقيقة حية، مثل البكتيريا والفطريات، التي تساعد على تحسين نمو النبات وإنتاجيته، وبالتالي إنتاج غذاء صحي وآمن".

وتشمل هذه الأسمدة مخلفات النباتات والحيوانات، مثل سماد المزرعة، والسماد العضوي المصنوع من فضلات الحيوانات، والسماد الخضري المستخرج من النباتات الخضراء المتحللة. تتميز هذه الأنواع بكونها متجددة وصديقة للبيئة.

أهمية الأسمدة الحيوية في الزراعة
تُقدم الأسمدة الحيوية فوائد متعددة للتربة والنبات والبيئة:

• تحسين خصوبة التربة: تُعزز الأسمدة الحيوية خصوبة التربة وتحسّن تركيبتها الكيميائية والفيزيائية، فهي غنية بالمواد العضوية المستقرة والمتحللة، مما يزيد من المادة العضوية في التربة ويحسّن من هيكلها وتهويتها، كما تساهم في زيادة قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء وتحسين تصريفها، بالإضافة إلى منع تآكل التربة.

• إمداد النباتات بالعناصر الغذائية: توفر الأسمدة الحيوية العناصر الغذائية الأساسية لنمو النباتات بطريقة متوازنة، بما في ذلك النيتروجين، الفوسفور، والبوتاسيوم، بالإضافة إلى عناصر أخرى مهمة مثل الكالسيوم، المغنيسيوم، والحديد، هذه العناصر تُعزز نمو الأوراق وتكوين الثمار وتُقوي مناعة النباتات.


• الحفاظ على التوازن البيئي: تُعد الأسمدة الحيوية بديلاً صديقًا للبيئة للأسمدة الكيميائية التقليدية، التي قد تسبب تلوثًا للتربة والمياه الجوفية. تعمل الأسمدة الحيوية على تحسين صحة التربة والحفاظ على التوازن البيولوجي في النظام الزراعي، مما يقلل من اعتماد المزارعين على المصادر الخارجية للأسمدة الكيميائية، ويوفر التكاليف ويزيد من استدامة الزراعة.

تأثيرها الاقتصادي والبيئي

أكد الدكتور ناصف أن استخدام الأسمدة الحيوية يساعد في تقليل كمية الأسمدة الكيماوية المضافة للنبات، حيث يمكنها أن توفر ما يعادل 70% إلى 80% من احتياجات النبات للنيتروجين. وعلى سبيل المثال، يمكنها توفير 85% من احتياجات الفول البلدي من الأسمدة.

وأشار إلى أن الهدف من استخدام هذه الأسمدة مزدوج: هناك هدف اقتصادي يتمثل في خفض تكاليف التسميد، وهدف تنموي يتمثل في تحسين جودة المنتجات الزراعية وجعلها آمنة على الصحة العامة والبيئة.