في ضوء تحذيرات الأرصاد الجوية من موجة حارة تضرب البلاد، أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن حالة استنفار قصوى بين مديرياتها الزراعية بالمحافظات، حيث وجهت 28 مديرية بالنزول الميداني إلى الحقول وتقديم الدعم والإرشاد اللازم للمزارعين لمواجهة المخاطر المحتملة وتأثير الموجة على الإنتاج الزراعي.

كما اتخذت الوزارة حزمة من الإجراءات الفنية لتطبيق أفضل الممارسات الزراعية التي تهدف إلى تقليل الفاقد من المياه خلال عمليات ري المحاصيل، وذلك في ظل الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة الناتج عن التغيرات المناخية.


وقد تم تشكيل لجان متخصصة تضم خبراء من مركز البحوث الزراعية، وقطاعي الإرشاد والخدمات الزراعية، والإدارة المركزية للبساتين والحاصلات الزراعية، ومديريات الزراعة بالمحافظات، ومعهدي وقاية وأمراض النباتات. وتقوم هذه الفرق البحثية والإرشادية بالمرور الدوري على الحقول ومختلف الزراعات لتوعية المزارعين بأهمية الري في الفترة المسائية لحماية النباتات من الإجهاد الحراري وتأثيراته السلبية على الإنتاج.

وكشف تقرير صادر عن وزارة الزراعة أن الموجة الحارة الحالية تزيد من معدلات "النتح" في النباتات، مما يؤدي إلى استنزاف المياه الداخلية وتساقط الثمار. وشددت الوزارة على ضرورة قيام المزارعين بري محاصيلهم في الفترة المسائية قبل اشتداد الموجة، بالإضافة إلى رش أوراق وثمار النباتات بالمياه لتلطيف الأجواء المحيطة بها.


وأكد التقرير على الدور الحيوي الذي يلعبه مركز البحوث الزراعية ومعمل المناخ الزراعي في توفير التوصيات والنشرات الفنية اللازمة لتوعية المزارعين ومربي الثروة الحيوانية بضرورة اتباع النظم السليمة لحماية إنتاجهم.

إضافة إلى ذلك، تعمل الوزارة على توعية المزارعين بأهمية زراعة الأصناف الجديدة من المحاصيل الاستراتيجية كالذرة والأرز التي تتميز باستهلاكها الأقل للمياه، بهدف تعميم زراعتها في مختلف المحافظات. كما يجري التنسيق المستمر بين المراكز البحثية والإرشاد الزراعي ومديريات الزراعة لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المائية والأرضية وتحسين جودة المحاصيل وفقًا للمواصفات الفنية.

وفي سياق متصل، تواصل وزارة الزراعة جهودها في تدشين وحدات للإنذار المبكر في صعيد مصر، لمواجهة التقلبات الجوية وآثارها السلبية على الإنتاج الزراعي والتكيف مع التغيرات المناخية. ويجري العمل على تدريب المرشدين الزراعيين ورفع قدراتهم لتشغيل هذه الوحدات التي تعتمد على أحدث التقنيات لمساعدة المزارعين من خلال تقديم حزمة من التوصيات الفنية للتغلب على الآثار الضارة لارتفاع درجات الحرارة.


وأكدت الوزارة حرصها الكامل على دعم المزارعين وتشجيعهم على زراعة المحاصيل ذات الأهمية الاستراتيجية، مثل الذرة الصفراء التي تدخل في صناعة الأعلاف الحيوانية. وأشارت إلى أنه تم زيادة عدد الحقول الإرشادية وتشجيع المزارعين على تبني نظام الزراعات المجمعة والاستفادة من تدوير المخلفات الزراعية لتحقيق قيمة مضافة للإنتاج الزراعي.