يعد الفولفيك أسيد (Fulvic Acid) أحد المركبات العضوية الطبيعية الأكثر أهمية في عالم الزراعة الحديثة، إذ يُعرف بقدرته الفائقة على تحسين امتصاص العناصر الغذائية وتنشيط النمو النباتي.
وينتمي الفولفيك أسيد إلى مجموعة الأحماض الدبالية (Humic Substances) التي تتكون من تحلل المادة العضوية في التربة، ويتميّز بوزنه الجزيئي المنخفض وسهولة نفاذه داخل أنسجة النبات.

التركيب الكيميائي

يتكوّن الفولفيك أسيد من جزيئات عضوية صغيرة تحتوي على مجموعات كربوكسيلية وهيدروكسيلية نشطة، تمنحه قدرة عالية على مخلَبة العناصر المعدنية (Chelation)، مثل الحديد، الزنك، المنغنيز، الكالسيوم والمغنيسيوم، مما يسهل امتصاصها ونقلها داخل النبات.

فوائد متعددة للنبات والتربة

خبراء الزراعة يؤكدون أن استخدام الفولفيك أسيد يحقق مجموعة من الفوائد الحيوية، أبرزها:
زيادة كفاءة امتصاص العناصر الغذائية بفضل قدرته على اختراق الخلايا النباتية ونقل العناصر المعدنية إلى داخلها بفعالية عالية.
تحفيز نمو الجذور من خلال تنشيط انقسام الخلايا وزيادة عدد الشعيرات الجذرية، ما يعزز امتصاص الماء والغذاء.
تنشيط العمليات الفسيولوجية داخل النبات ورفع معدلات التنفس والنشاط الإنزيمي، ما يؤدي إلى نمو أقوى ومحصول أعلى جودة.
تحسين خصائص التربة بتحرير العناصر المثبتة وزيادة قدرة التربة على الاحتفاظ بالرطوبة، إلى جانب تحسين بنيتها في الأراضي الرملية والطينية.
مساعدة النبات على مقاومة الإجهادات مثل الملوحة والجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة عبر تنظيم الاتزان الأيوني داخل الخلايا وتقليل تراكم الصوديوم.

طرق الاستخدام والتوصيات

يُوصى بإضافة الفولفيك أسيد بتركيزات منخفضة عبر مياه الري أو الرش الورقي، مع مراعاة نوع المحصول ومرحلة النمو. كما يتوافق مع معظم الأسمدة والمبيدات، باستثناء المحاليل القلوية القوية.
ويُنصح باستخدام أنواع نقية مستخلصة من مصادر طبيعية مثل الليناردات أو الليونارديت لضمان أعلى فعالية وجودة.
يُجمع المختصون على أن الفولفيك أسيد ليس مجرد مادة عضوية، بل عامل محفز بيولوجي وفسيولوجي يسهم في رفع كفاءة برامج التسميد وتحسين إنتاجية المحاصيل.
ولذلك يستحق عن جدارة لقب "المفتاح الذهبي" لامتصاص العناصر الغذائية وتحقيق النمو المتكامل للنبات.