رمان أسيوط.. أكد الدكتور عبد الرحيم أحمد، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة أسيوط، أن المحافظة تعد من أهم المناطق المنتجة لمحصول الرمان في مصر، حيث تبلغ المساحة المنزرعة نحو 11 ألفًا و400 فدان، تضم أصنافًا محلية متميزة من حيث الجودة والإنتاج، ما يجعلها من المحاصيل التصديرية البارزة على مستوى الجمهورية.
وأوضح عبد الحيم في تصريحات خاصة لـ أجري نيوز، أن أهم الأصناف المنزرعة بمحافظة أسيوط هي الرمان المنفلوطي المعروف محليًا بالبلدي، وهو صنف متأخر النضج ويزرع بمساحات كبيرة في جميع مراكز المحافظة، ويبدأ موسم حصاده في أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر، بالإضافة إلى صنف الرمان الأسيوطي، وهو صنف مبكر النضج يظهر في نهاية يوليو، منخفض السكريات ومرتفع الحموضة، ويزرع في مساحات محدودة بقرية بصرة بمركز الفتح ويُخصص للتسويق المحلي والتصدير.
وكيل زراعة أسيوط تصدرنا الجمهورية وفي طريقنا للعالمية
وأضاف وكيل وزارة الزراعة أن مركز البداري يحتل المركز الأول في زراعة الرمان بمساحة تصل إلى نحو 5286 فدانًا، يليه مركزا ساحل سليم والفتح، ثم صدفا ومنفلوط، مشيرًا إلى أن محافظة أسيوط أصبحت من المحافظات الرائدة في تصدير الرمان المصري إلى الأسواق الخارجية.وأشار عبد الرحيم إلى أن متوسط إنتاج الفدان من الرمان يبلغ نحو 18 طنًا بإجمالي إنتاج سنوي يقدر بنحو 205 آلاف طن، يوجه جزء كبير منه للتصدير والباقي للسوق المحلي، موضحًا أن جودة الثمار وعصيرها المميز جعلت من الرمان الأسيوطي والمنفلوطي من الأصناف المطلوبة عالميًا

لتخزين دور مهم في الحفاظ على جودة الثمار
وأوضح وكيل الوزارة أن عملية التخزين تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على جودة الثمار، مشيرًا إلى إمكانية تخزين الرمان في الثلاجات داخل بيئة باردة وجافة بعيدًا عن أشعة الشمس، في صناديق بلاستيكية أو كرتونية بها فتحات للتهوية مع الحفاظ على نسبة رطوبة تتراوح بين 80 و90 في المئة لضمان بقاء الثمار طازجة لأطول فترة ممكنة.التسميد والرعاية
وفيما يتعلق بالتسميد والرعاية، أكد عبد الرحيم علي أهمية استخدام الأسمدة العضوية والكيماوية بصورة متوازنة للحفاظ على صحة الأشجار وجودة الثمار، موضحًا أن الأشجار المثمرة تحتاج إلى معدلات من السماد البلدي المتحلل وسوبر فوسفات ونترات نشادر وسلفات بوتاسيوم، يتم توزيعها على ثلاث دفعات خلال أشهر فبراير ومايو وأغسطس، مع الاهتمام بتحليل التربة بانتظام لتحديد احتياجاتها من العناصر الغذائية.
أسواق الرمان المصري في الخارج
وفيما يخص التصدير، أوضح وكيل وزارة الزراعة أن أسواق الرمان المصري تشمل دول العراق والكويت والإمارات وسلطنة عمان والسعودية وروسيا، حيث تختلف متطلبات كل سوق من حيث أحجام الثمار، لافتًا إلى أن الرمان المنفلوطي يتميز بلونه الجذاب ونكهته المميزة مما يزيد من قدرته التنافسية في الأسواق الخارجية. كما شدد على ضرورة الالتزام بالاستخدام الآمن للمبيدات الزراعية لتفادي أي متبقيات تؤثر على فرص التصدير.مجهودات مكثفة لنجاح الموسم الزراعي
وتحدث عبد الرحيم عن جهود المديرية في إدخال التقنيات الحديثة في زراعة الرمان، مثل استخدام زراعة الأنسجة لإنتاج شتلات خالية من الأمراض وتطبيق أنظمة الري الحديثة لتقليل هدر المياه وتحسين جودة الثمار، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات تسهم في رفع الإنتاجية وإطالة عمر الأشجار وتحسين خواص الثمار من حيث الحجم والطعم ومقاومة التشقق.
تحديات زراعة الرمان
وأكد وكيل الزراعة أن المحافظة تواجه بعض التحديات في زراعة وتسويق محصول الرمان، أبرزها عدم وجود مصنع لتصنيع وتعبئة منتجات الرمان بأسيوط، ما يقلل من القيمة المضافة للمحصول ، مشيرًا إلى أن الدولة، بدعم من اللواء الدكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط، بدأت في إنشاء مصنع للرمان بمنطقة الكوم الأحمر بمركز البداري لتعظيم الاستفادة من الإنتاج المحلي وزيادة العائد الاقتصادي للمزارعين.كما أشار عبد الرحيم إلى أن طول فترة الشحن البحري يمثل تحديًا آخر أمام تصدير المحصول، إلا أن إنشاء محور أسيوط – سفاجا الجديد بطول 36 كيلومترًا سيسهم في تسهيل نقل المنتجات الزراعية من المحافظة إلى موانئ البحر الأحمر وتقليل زمن الشحن والتكاليف.
واختتم وكيل وزارة الزراعة تصريحاته بالتأكيد على أهمية الممارسات الزراعية المستدامة في تحقيق التوازن بين الإنتاج الزراعي وحماية البيئة، مشيرًا إلى أن خطة المحافظة تتضمن استغلال جانبي محور أسيوط – سفاجا في زراعة أشجار الرمان بما يسهم في زيادة المساحات المنزرعة وتحقيق عائد اقتصادي مستدام للمزارعين.