أ
أ
يعتبر الزيتون شجرة مباركة وذات أهمية اقتصادية وبيئية كبرى، حيث يمثل ركيزة للاقتصاد الأخضر في العديد من الدول، وقدم أحد الباحثين بقسم بحوث الزيتون وفاكهة المناطق شبه الجافة بمعهد بحوث البساتين مجموعة من النصائح والتوصيات الفنية الهامة لمزارعي الزيتون، لضمان إنتاجية عالية وجودة ممتازة.
قبل زراعة شتلات الزيتون: خطوات أساسية لنجاح المزرعة
لتحقيق أفضل بداية، يجب اتباع إجراءات حاسمة قبل غرس الشتلات في الأرض الدائمة:
1.تأقلم الشتلات: ضع الشتلات في مكان مخصص (مشتل صغير) داخل المزرعة لمدة أسبوعين للسماح لها بالتأقلم مع الظروف الجوية للمنطقة.2.الرش الوقائي: خلال فترة التأقلم، رش الشتلات بمبيد حشري وقائي لضمان خلوها من الآفات، هذه الخطوة توفر تكلفة رش مساحة أكبر لاحقًا.
3.فحص الشتلات: إذا كان مصدر الشتلات غير موثوق، يجب أخذ عينات عشوائية وتحليلها في معهد بحوث أمراض النبات للكشف عن النيماتودا وأعفان الجذور.
هذه التحاليل حيوية لاتخاذ قرار مستنير: إما رفض الشتلات المصابة بشدة، أو تحديد المبيد المناسب للعلاج، مما يوفر على المزارع خسائر فادحة مستقبلًا.

تجهيز الأرض للزراعة: أساس النمو القوي
لضمان نمو جذري سليم وصحة الشجرة، يجب تجهيز الأرض بعناية:
•حفر الجور: احفر الجور بعمق متر، بحيث يكون 50 سم منها خارج التربة و50 سم أخرى يتم تفكيكها وتركها في التربة. هذا التفكيك يسهل الصرف، يهوي التربة، ويسمح للجذور باختراقها عميقًا، مما يوفر حماية ضد أعفان الجذور وصدمات الملوحة والجفاف.•خلط التربة بالمواد العضوية: اخلط التربة المستخرجة بكميات كبيرة من الكومبوست الجيد أو السباخ القديم المتحلل. شدد الباحث على أن تكون المادة العضوية موثوقة المصدر، خالية من الأملاح، بذور الحشائش، النيماتودا، وأعفان الجذور، وأن تكون نسبة ملوحتها لا تتعدى 2000، ونسبة المادة العضوية لا تقل عن 28-40%.
قواعد التسميد والمسافات الفاصلة: لإنتاجية مثلى
•التسميد الأولي: أضف كيلوغرامًا واحدًا من سوبر فوسفات لكل شجرة مع المادة العضوية لتسهيل امتصاص الفوسفور بطيء الامتصاص.•الجبس الزراعي: التزم بإضافة الجبس الزراعي بكميات محددة بناءً على تحليل التربة ونسبة كربونات وكبريتات الكالسيوم، مؤكدًا على أهمية التحليل في هذه المرحلة.
•مسافات الزراعة: المسافات المثلى للزراعة هي 6 × 5 أمتار. المسافة 6 أمتار بين الخطوط تسهل مرور المعدات، بينما المسافة 5 أمتار بين الأشجار في الخط الواحد تضمن تخلل الضوء والهواء وتحد من انتقال الآفات.
•اتجاه الزراعة: في حال الزراعة في مسافات مستطيلة، يُنصح بالزراعة من الشمال إلى الجنوب لضمان أطول فترة ممكنة لتعرض الشجرة للإضاءة.

مواعيد الزراعة ومصدات الرياح والدعامة
•مواعيد الزراعة: تجنب زراعة الزيتون خلال أشهر الحرارة الشديدة (يوليو وأغسطس) والبرودة الشديدة (يناير وفبراير). يجب متابعة الأرصاد الجوية وتجنب الزراعة قبل أو أثناء الموجات الحرارية القاسية.•شبكات الري: تجهيز شبكات الري بكفاءة عالية قبل الزراعة أمر ضروري.
•مصدات الرياح: زراعة مصدات الرياح قبل زراعة الزيتون بفترة كافية (من ستة أشهر إلى سنة) أمر بالغ الأهمية. فالمصدات الكبيرة والعمر تحمي الأشجار والمحصول من التغيرات المناخية والرياح الشديدة، وتساهم في زيادة معدلات الإنتاجية بنسبة 15-20%.
•السنادة (الدعامة): نظرًا لمرونة شجرة الزيتون وميلها مع الرياح، يجب وضع السنادة من الجهة البحرية أو جهة اتجاه الريح، وربط الشجرة بها لضمان نموها بشكل قائم وتجنب تصلبها في وضع خاطئ.

التقليم ونظام الري: رعاية مستمرة لنمو صحي
•فوائد التقليم: شدد الباحث على ضرورة تقليم أشجار الزيتون سنويًا للحفاظ على التوازن بين المجموع الخضري والجذري، يبدأ تقليم التربية من اليوم الأول للزراعة لمنع نمو السرطانات والأفرع على الثلث الأسفل من الساق، حيث أن إهمال هذه المعاملة يؤدي إلى نمو سرطانات تنافس الشجرة الأم على الماء والعناصر.•نظام الري: تعتمد غالبية زراعات الزيتون في مصر على الري الصناعي بالتنقيط من مياه الآبار الارتوازية.
•تجنب الري بالغمر: نصح الباحث بتجنب نظام الري بالغمر لتفادي مشاكل مثل انتشار الحشائش، النيماتودا، أعفان الجذور، وهدر المياه.
•الري المستمر: أكد على أن أشجار الزيتون لا تعطش أبدًا ويجب ريها باستمرار، مع اختلاف كمية الري حسب عمر الشجرة وموسم النمو.
•وتيرة الري: يتم الري بالتنقيط بوضع نقطتين لكل شجرة مبدئيًا، وتزداد عدد النقاط أو خطوط الري مع تقدم الشجرة في العمر. تكون وتيرة الري يومًا بعد يوم في الشتاء، وقد تصل إلى يوميًا في الحر الشديد.