أ
أ
تُقدم فكرة زراعة النعناع تحت أشجار الزيتون نموذجًا زراعيًا مبتكرًا يمكن وصفه بـ"رابح-رابح"، حيث تستفيد كلتا النبتتين من هذه الشراكة الطبيعية، ويعود النفع الأكبر على المزارع, هذه الاستراتيجية لا تساهم فقط في زيادة الدخل، بل تعزز أيضًا من صحة الأشجار وجودة التربة بشكل مستدام.
فوائد تحميل النعناع على الزيتون: شراكة بيئية واقتصادية
يُمكن للمزارعين تحقيق العديد من المزايا عند تطبيق نظام "تحميل" النعناع تحت أشجار الزيتون، أبرزها:
- توفير الظل الطبيعي للنعناع: تُعد حرارة الشمس المرتفعة عاملًا مقيدًا لنمو النعناع في بعض المناطق, توفر أشجار الزيتون بظلها الوفير حماية طبيعية للنعناع، مما يساعده على النمو بشكل أفضل وأكثر حيوية، ويحميه من الإجهاد الحراري.- منع نمو الأعشاب الضارة: يعمل النعناع، بانتشاره السريع وغطائه الكثيف للتربة، كغطاء حيوي فعال يحد من نمو الأعشاب الضارة تحت أشجار الزيتون, هذا يقلل من الحاجة إلى مبيدات الأعشاب أو العمل اليدوي لإزالتها، مما يوفر الجهد والتكاليف.
- تقليل تبخر الماء والحفاظ على رطوبة التربة: تُسهم الأوراق الكثيفة للنعناع في تغطية سطح التربة، مما يقلل بشكل كبير من تبخر الماء الناتج عن أشعة الشمس المباشرة والرياح, هذا يساعد في الحفاظ على رطوبة التربة حول جذور أشجار الزيتون، ويقلل من استهلاك المياه، وهو أمر حيوي في المناطق الجافة.
- زيادة دخل المزارع بمحصول إضافي: يُعتبر النعناع محصولًا سريع النمو وله طلب مستمر في الأسواق, زراعته كغطاء أرضي تحت الزيتون توفر للمزارع محصولًا إضافيًا يُمكن حصاده عدة مرات في الموسم، مما يزيد من إجمالي الدخل دون الحاجة لاستغلال مساحات زراعية إضافية.
- تحسين خصوبة التربة ومكافحة الآفات: تُعرف بعض أنواع النعناع بخصائصها الطاردة لبعض الآفات الزراعية والحشرات, إضافة إلى ذلك، تُسهم بقايا النعناع المتحللة في تحسين خصوبة التربة وتوفير بعض العناصر الغذائية لأشجار الزيتون بمرور الوقت.
تُظهر هذه الاستراتيجية أهمية التفكير خارج الصندوق في الزراعة، واستغلال التفاعلات الطبيعية بين النباتات لتحقيق أقصى استفادة اقتصادية وبيئية.