الأربعاء، 26 صفر 1447 ، 20 أغسطس 2025

د. فوزى أبو دنيا يكتب.. الإجراءات الواجب اتباعها للتخفيف من حدة العبء الحراري على الماشية

د. فوزي محمد أبو دنيا
د. فوزى محمد أبو دنيا
أ أ
techno seeds
techno seeds
في هذه الآونة التي نمر بها من شهر أغسطس حيث ترتفع فيها درجة حرارة الجو والتي تؤثر تأثير سلبي مباشر على أداء الحيوانات بشكل عام والماشية خاصة المنتجة للبن بشكل خاص.

 في الواقع فان الإجهاد الحراري يعتبر مشكلة خطيرة تؤثر على صحة الماشية وإنتاجيتها، خاصة في المناطق ذات درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة. للحد من هذا العبء، يجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تشمل التغذية، والمياه، والتهوية، وتوفير الظل. وسوف نسرد هنا في اختصار بعض الإجراءات الفاعلة التي يمكن الاعتماد عليها في تخفيف حدة العبء الحراري على الماشية.

العمل على توفير البيئة المريحة للحيوانات:


إن توفر البيئة المريحة للحيوانات يعتمد على العمل على عدة محاور منها، الحماية من أشعة الشمس بتوفير الظل، حيث يجب حماية الماشية من أشعة الشمس المباشرة، خاصة خلال ساعات الذروة.

يمكن تحقيق ذلك من خلال بناء حظائر جيدة التصميم ومزودة بأسقف عازلة للحرارة، أو إنشاء مظلات بسيطة في الحقول، كما يمكن زراعة الأشجار لتوفير الظل الطبيعي والتي لها بجانب ذلك العديد من الفوائد البيئية والاقتصادية.

كما يجب أن نعلم انه يجب أن تغطي مناطق الظل ما لا يقل عن 60% من مساحة المزرعة. من ناحية أخرى العمل على توفير التهوية الجيدة: يعد تبادل الهواء أمرًا حاسمًا لتقليل الحرارة والرطوبة في الحظائر.

ويمكن تحقيق ذلك بتركيب مراوح كبيرة ومراوح تهوية لزيادة تدفق الهواء، خاصة في الطقس الحار، مع ضمان تبادل الهواء بمعدل يتراوح بين 60 و90 مرة في الساعة، ويمكن تصميم صندوق خشبي خارج مراوح سحب الهواء بمسافة مناسبة وتبليلها بالماء للتخفيف من حدة حرارة الهواء الداخل.

كما إن ثبت المراوح في الحظائر عادةً يجب أن يكون في مناطق استراتيجية لضمان تدفق الهواء بشكل فعال. فمثلا مراوح السحب (الشفط) تركب على جانب واحد من الحظيرة لإخراج الهواء الساخن والرطب. يجب تركيبها على ارتفاعات مناسبة (بين 2.4 و3 أمتار) لتجنب الإجهاد على الحيوانات. بينما مراوح التقليب (المراوح المعلقة) يجب ان تثبت في السقف على شكل صفوف لتوزيع الهواء داخل الحظيرة بشكل متساوٍ، وتساعد في توجيه الهواء نحو الحيوانات لزيادة الشعور بالبرودة.

بينما مراوح الجدران يجب أن تركب على الجدران لتوفير تدفق هواء مستهدف في مناطق محددة. من ناحية أخرى يعتمد عدد المراوح على حجم الحظيرة وعدد الحيوانات، وهدفها هو تغيير الهواء داخل الحظيرة 4 إلى 6 مرات في الساعة لضمان جودة الهواء.

في مزارع الأبقار عالية الإنتاج لابد من توفير أنظمة تبريد ملائمة: في الظروف شديدة الحرارة، يمكن استخدام أنظمة تبريد إضافية مثل، رشاشات المياه، كي تعمل على تبريد سطح جلد الحيوان مباشرة. من المهم تشغيلها وإيقافها في دورات محددة للسماح بتبخر الماء، مع تجنب الرش الزائد الذي قد يؤدي إلى زيادة الرطوبة وخطر الإصابة بالتهاب الضرع. كذلك الضباب، حيث توجد أنظمة الرذاذ عالية الضغط والتي تعمل على تبريد الهواء المحيط في الحظائر المفتوحة، مما يساهم في خفض درجة الحرارة بشكل كبير.

من المهم أن تستخدم أنظمة الرذاذ أو الضباب لخفض درجة حرارة الهواء المحيط عن طريق تبخير قطرات الماء الدقيقة. في نظام الرذاذ عالي الضغط (الضباب) تركب الفوهات على طول الحظيرة في مناطق عالية، بحيث تنتشر جزيئات الماء الدقيقة في الهواء وتتبخر قبل أن تصل إلى الحيوانات. هذا يبرد الهواء دون زيادة الرطوبة بشكل كبير.

تعمل هذه الأنظمة على مبدأ التبريد التبخيري، حيث يمتص الماء الحرارة من الهواء عند تحوله إلى بخار. أما في نظام الرذاذ والتهوية يفضل استخدام هذا النظام مع المراوح. تُركب فوهات الرذاذ أمام المراوح مباشرةً. حيث تقوم المراوح بتوزيع جزيئات الماء التي تخرج من الفوهات على الماشية، مما يساعد على تبخر الماء مباشرة من جلد الحيوان وتبريده.

من المهم تشغيلها وإيقافها على فترات محددة لتجنب زيادة الرطوبة المفرطة التي قد تسبب مشاكل صحية. من المهم ملاحظة أن أنظمة التبريد بالرذاذ تكون أكثر فعالية في المناطق الجافة حيث يمكن للماء أن يتبخر بسهولة، بينما في المناطق الرطبة قد تزيد من الإجهاد الحراري.

العمل على إدارة مياه الشرب والتغذية بشكل جيد:


بالنسبة لمياه الشرب يجب توفير مياه باردة ونظيفة بكميات كافية على مدار الساعة. تعتبر هذه الطريقة الأسرع لمعادلة حرارة الجسم الداخلية. يجب أن تكون أحواض المياه عميقة بما يكفي للسماح للحيوانات بغمر أخطامها عند الشرب، وأن تكون سعة الأحواض كافية لتلبية الطلب المتزايد على الماء في الأوقات الحارة.

أما بالنسبة للتغذية هناك عدة أمور منها تغيير مواعيد التغذية حيث يفضل تقديم الوجبات في الصباح الباكر أو في المساء بعد انكسار حرارة الشمس، حيث يكون الجو أكثر برودة. هذا يساعد على تقليل الحرارة الناتجة عن عملية الهضم.

الأمر الأخر تعديل تركيبة العلف لتقليل الحرارة الناتجة عن الهضم، وذلك عن طريق عدة محاور منها تقليل كمية الألياف حيث أنالألياف تنتج حرارة أكبر أثناء الهضم. إضافة الدهون الى العلائق حيث تنتج حرارة أقل من الكربوهيدرات والبروتينات. استخدام إضافات علفية مثل فيتامين C، وفيتامين E، والبيتاين، والخمائر الحية التي تعزز مقاومة الجسم للحرارة. إضافة منظمات الحموضةمثل بيكربونات الصوديوم وأكسيد المغنيسيوم للمساعدة في الحفاظ على توازن الكرش.

بعض الإجراءات الأخرى:


العمل على الحد من حركة الحيوانات لتجنب زيادة الإجهاد حيث أن نقل أو تحريك الماشية في ساعات الذروة من الحرارة يزيد من الإجهاد. من ناحية أخرى العمل على مراقبة الحيوانات حيث يجب مراقبة الماشية باستمرار للتعرف على علامات الإجهاد الحراري، مثل زيادة معدل التنفس، واللهاث، والبحث عن الظل، وانخفاض استهلاك العلف.

بالإضافة الى ذلك الاهتمام بالنظافة ومكافحةالحشرات حيث أن الحفاظ على نظافة الحظائر ومكافحة الحشرات مثل الذباب والبعوض يقلل من قلق الحيوانات ويزيد من راحتها. باتباع هذه الإجراءات، يمكن للمربين حماية ماشيتهم من الإجهاد الحراري، وضمان استمرار الإنتاج بأقل خسائر ممكنة، والحفاظ على صحة وسلامة القطيع.

ا. د. فوزى محمد أبو دنيا
المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة