خلال فترة فصل الصيف يؤثر التبريد المكثف على الإنتاج السنوي للبن الأبقار في مزارع الألبان بالمناطق التي تتميز بمناخ صحراوي مع ما يقرب من 180 يومًا من الإجهاد الحراري سنويًا.
في الدراسات التي أجريت على دور التبريد على إنتاج الألبان في مزارع الألبان تم تتبع مزارع ذات تبريد منخفض تتلقى الأبقار فيهما معالجة تبريد أساسية تتضمن الترطيب والتهوية القسرية في ساحة الانتظار فقط قبل كل زمن حلب, مقارنة بمزارع ذات تبريد مكثف حيث تتلقى الأبقار فيها معالجات تبريد مكثفة، تجمع بين الترطيب والتهوية القسرية، وتقدم في ست أزمنة منتالية مدة كل منها ساعة واحدة يوميًا، قبل وبين زمن الحليب، أي ما يقرب من أربع ساعات على مدار اليوم.
أوضحت البيانات التي تم تجميعها من مجموعة مزارع ألبان كبيرة عالية الإنتاج (1500 إلى 3000 بقرة لكل قطيع) على مدار خمس سنوات متتالية، مع التركيز على تسجيل المتوسطات الشهرية لإنتاج اللبن اليومي لكل بقرة، للأبقار في أول وثاني فترة حليب، وكذلك الأبقار الناضجة (ثلاث فترات حليب أو أكثر).
وجد أن هناك تحسن كبير في الإنتاج السنوي ناتج عن ان التبريد المكثف في الصيف يؤدي إلى تحسين كبير في الإنتاج السنوي للبن الأبقار. يبلغ التحسن الإجمالي حوالي 1200 لتر لكل بقرة في القطيع، سنويًا. كذلك يحدث تحسن أكبر في الأبقار الناضجة كما هو متوقع.
هذا ويكون التحسن في إنتاج اللبن نتيجة للتبريد المكثف أكثر وضوحًا في الأبقار الناضجة مقارنة بالأبقار الأصغر سنًا، خاصة في فترة اللبن الأولى. حيث تشير النتائج الى انه في الأبقار ذات فترة إنتاج اللبن الأولى، انخفض فقدان اللبن في الصيف من 4.5 لتر يوميًا في المزارع ذات التبريد المنخفض إلى 2 لتر يوميًا في المزارع ذات التبريد المكثف.
بينما في الأبقار الناضجة، انخفض فقدان اللبن في الصيف من 12.1 لتر لكل بقرة يوميًا في المزارع ذات التبريد المنخفض إلى 3.8 لتر يوميًا في المزارع ذات التبريد المكثف. بينما ام توجد فرق واضحة في نسبة إنتاج اللبن بين الأبقار الشابة والناضجة حيث كانت نسبة إنتاج اللبن للأبقار الشابة إلى الأبقار الناضجة ثابتة عند 82% في أبقار فترة اللبن الأولى في كلا النوعين من المزارع. أما بالنسبة لأبقار فترة اللبن الثانية، فقد بلغت هذه النسبة 97%، وهي أعلى من المتوقع.
تشير الدراسات التى اجريت في هذا الشأن إلى أن الفرق الملحوظ في الإنتاج السنوي للبن بين المزارع ذات التبريد المنخفض والمزارع ذات التبريد المكثف يرجع أساسًا إلى شدة التبريد المقدم في الصيف، وليس إلى الاختلافات الوراثية، أو التغذية، أو الإدارة العامة.
يدعم ذلك حقيقة أن إنتاج اللبن في أشهر الشتاء كان متطابقًا تقريبًا في كلا المجموعتين، بفرق أقل من 1 لتر يوميًا. في المقابل، ارتفع الفرق إلى 8-10 لترات يوميًا خلال أشهر الصيف شديدة الطقس الحار. تشير الدراسات الى أن الفجوة في إنتاج اللبن لا تمثل المساهمة الكاملة للتبريد المكثف. وانه من المتوقع أن يكون الفرق أكبر عند مقارنة المزارع ذات التبريد المكثف بالمزارع التي لا تستخدم التبريد على الإطلاق.
ا. د. فوزي محمد أبو دنيا
المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني