يواجه الإعلام المؤسسي في العديد من الشركات الكبرى والمؤسسات الحكومية تحديًا كبيرًا، فهو في كثير من الأحيان لا يتجاوز كونه مجرد إعادة صياغة للأخبار الرسمية مع تغييرات بسيطة في الأسماء والمناصب، وهذا النهج يجعله يفقد قيمته الإضافية ، ويتحول إلى مجرد تكرار بلا معنى للجمهور.
لكن، ما هو الإعلام المؤسسي الفعال؟ إنه ذلك الذي يذهب إلى ما هوأبعد من البيانات الجافة. إنه يترجم القرارات والسياسات المعقدة إلى لغة سهلة ومفهومة للجميع، ويُعزز جسور الثقة بين المؤسسة والمواطنين أو العملاء. إنه أيضًا يفتح
قنوات تواصل مباشرة للإجابة على الاستفسارات، ومواجهة الشائعات بشكل فوري قبل أن تتفاقم وتؤثر سلبًا على الرأي العام.
تكمن أهمية هذا الإعلام في أوقات الأزمات، حيث يصبح أداة حاسمة لتهدئة المخاوف وشرح خطوات المعالجة بشفافية ووضوح، وهو ما يساهم في الحفاظ على استقرار الرأي العام ، بالإضافة إلى ذلك، يبتكر الإعلام المؤسسي الفعال محتوى إبداعيًا وجذابًا، مثل التقارير الميدانية، الفيديوهات القصيرة، الإنفوغرافيك، والحملات التوعوية، ويُحوّل المعلومات إلى تجربة مفيدة ومؤثرة للجمهور.
لا يمكن تحقيق هذا الدور الحيوي للإعلام المؤسسي دون التزام حقيقي من المسؤولين ، يجب عليهم أن يعزلوا أنفسهم عن الإعلام الذي يركز على الترويج لشخص واحد فقط أو يخدم مصالح شخصية ضيقة على حساب المصلحة العامة للمؤسسة والوطن. فالاهتمام بالمصلحة العامة هو في النهاية مصلحة الجميع.
في الختام، يظل الإعلام مجرد أداة شكلية عندما يقتصر على إعادة صياغة الأخبار ، أما الإعلام المؤسسي الحقيقي، فهو الذي يخلق قيمة حقيقية، يبني صورة إيجابية ، للمؤسسة، ويمنح كل خبر معنى وتأثيرًا ملموسًا على الجمهور.
