سجّلت صناديق الاستثمار المتداولة في الأصول الرقمية حول العالم تدفقات مالية غير مسبوقة بلغت 5.95 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي، في ظل ارتفاع الطلب على العملات المشفّرة، ما دفع البيتكوين إلى تسجيل أعلى مستوى في تاريخه.
ووفقًا لبيانات شركة "كوين شيرز" (CoinShares)، فقد شهدت منتجات الاستثمار في الأصول الرقمية هذا الزخم القياسي في التدفقات خلال الأسبوع المنتهي في 4 أكتوبر، مدفوعة بصعود البيتكوين – أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية – الذي تخطى ذروته السابقة المسجّلة في أغسطس، ليبلغ 126,223 دولارًا، بحسب تقرير لوكالة "رويترز".
وقادت الولايات المتحدة هذه الموجة، حيث استحوذت صناديق العملات الرقمية الأمريكية على نحو 5 مليارات دولار من إجمالي التدفقات، تلتها سويسرا بـ 563 مليون دولار، ثم ألمانيا بـ 312 مليون دولار، في مستويات تعتبر الأعلى تاريخيًا في تلك الأسواق.
أما على مستوى العملات، فقد جذب البيتكوين وحده 3.55 مليار دولار من الاستثمارات الجديدة، فيما استقطبت إيثريوم (Ether) 1.48 مليار دولار، وسولانا (Solana) نحو 706.5 مليون دولار، بينما بلغت التدفقات على ريبل (XRP) حوالي 219.4 مليون دولار.
ويأتي هذا الأداء القوي للبيتكوين في وقت يشهد فيه الذهب ارتفاعًا لافتًا، مع تزايد المخاوف الاقتصادية وضعف الدولار الأمريكي، ما يدفع المستثمرين إلى تنويع محافظهم واللجوء إلى أصول بديلة.
وقال جيمس باترفيل، رئيس قسم الأبحاث في "كوين شيرز"، إن "حجم التدفقات القياسي يعكس تنامي الاعتراف بالأصول الرقمية كبديل استثماري موثوق، لاسيما في فترات عدم اليقين"، مشيرًا إلى أن العملات المشفّرة باتت تلعب دورًا متزايد الأهمية في استراتيجيات التحوط على مستوى العالم.
وفي تطور لافت، توقعت "دويتشه بنك" أن تصبح البيتكوين، بحلول عام 2030، جزءًا من الأصول المحتفظ بها في ميزانيات البنوك المركزية إلى جانب الذهب، في خطوة من شأنها أن تعزز مكانتها داخل النظام المالي العالمي.
ويرى محللون أن الأداء القوي لسوق العملات المشفّرة خلال العام الجاري يعود إلى عوامل عدة، أبرزها السياسات الأكثر انفتاحًا تجاه القطاع في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب تزايد اهتمام المؤسسات الاستثمارية الكبرى، واندماج البيتكوين بشكل أعمق مع الأسواق المالية التقليدية، ما جعلها أكثر قبولًا كأصل استثماري رئيسي.
