الثلاثاء، 06 محرم 1447 ، 01 يوليو 2025

الدكتور هاني تمام حسن الظن بالله والتوكل عليه طريق الطمأنينة في زمن الشدة والفرج

الدكتور هاني تمام
الدكتور هاني تمام
أ أ
techno seeds
techno seeds
قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، إن من أهم أسباب طمأنينة القلب في زمن الشدة والفرج، أن يعيش الإنسان في حالة دائمة من حسن الظن بالله والتوكل عليه بعد الأخذ بالأسباب، مشيرًا إلى أن هذه العقيدة الإيمانية هي الحصن الذي يحفظ المسلم من الاضطراب واليأس في أوقات المحن، كما تحفظه من الغرور والغفلة في أوقات السراء.

وأوضح خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس. اليوم الاثنين، ان الله سبحانه وتعالى دائمًا ما يكون مع عباده الصالحين، المؤمنين، المتوكلين عليه، وقد أمرنا في كتابه الكريم، وأمرنا رسول الله ﷺ، بأن نحسن الظن بالله، كما جاء في الحديث الشريف: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله."

وبيَّن الدكتور تمام أن حسن الظن بالله لا يعني التواكل أو التراخي، بل يبدأ بأخذ الإنسان بالأسباب، ثم التوكل القلبي الحقيقي، واليقين بأن الله عز وجل سيختار له الخير، سواء جاء على صورة ما كان ينتظر، أو اختار الله له أمرًا آخر فيه الخير الحقيقي وإن خفي عنه في الظاهر. واستشهد بقول الله في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء."

وتابع قائلاً: "إذا ظننت بالله خيرًا جاءك الخير، وإن ظننت به شرًّا – والعياذ بالله – نلت ما ظننته، ولذلك على العبد أن يربط قلبه دائمًا برحمة الله وعدله وكرمه، ويثق أن كل ما يجري إنما هو في علم الله وقدره السابق، وأنه لا يخرج عن رحمة الحكيم العليم."

وأشار الدكتور هاني تمام إلى قول الله تعالى: "مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِّكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ"، مؤكدًا أن هذه الآية فيها خلاصة نظرة المسلم للحياة: لا يحزن بشدة على ما فاته، ولا يفرح فرحًا يُنسيه فضل الله إذا نال ما يحب، لأن كل شيء مقدَّر ومحفوظ في كتاب الله من قبل أن يوجد.

وتابع: "المسلم يعيش في حالة دائمة من الرضا والطمأنينة، فإن فاتته حاجة قال: ربنا أراد ذلك لحكمة. وإن أتته نعمة قال: الحمد لله الذي أنعم وتفضل. يعيش في صلة دائمة بالله، سواء في الشدة أو الرخاء، وهذا هو سر السكينة في قلب المؤمن: أن يكون قلبه معلقًا بالله في كل حال."

وأضاف: "الفرح الحقيقي هو ما عبّر عنه القرآن: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَئلِكَ فَلْيَفْرَحُوا، هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ"، فالفرح المطلوب هو الفرح بالله، لا بالأسباب وحدها. هو الفرح الذي يُقرّب ولا يُغفِل، ويزيد المؤمن تواضعًا وشكرًا وقربًا من مولاه."
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة