بعد سنتين قفلت فيهم أبوابها عشان تتجدد، خلاص جنينة الحيوانات بالجيزة بتستعد تفتح أبوابها قريب تاني، بس المرة دي بشكل مختلف تمامًا! الجنينة اللي عمرها أكتر من 130 سنة، كانت مقفولة من يوليو 2023، وبتخضع لأكبر عملية تطوير في تاريخها. دلوقتي، الحديقة مش بس بتجدد نفسها، دي بتنهض من جديد، محافظة على شكلها القديم وتاريخها، وفي نفس الوقت بتدخل حاجات جديدة وتكنولوجيا حديثة عشان الحيوانات تعيش في مكان أحسن وتكون مبسوطة أكتر، وكل ده بخطة علمية حطها "التحالف الوطني" المسؤول عن التطوير.

المشروع ده مش مجرد تجميل للجنينة وخلاص، لأ ده بيهدف يقدم تجربة متكاملة للزوار تجمع بين الترفيه، التثقيف، والحفاظ على الكائنات الحية. المسؤولون عن المشروع أكدوا إنهم حريصين جداً يرجعوا لـ "جنينة الحيوانات" بريقها كوجهة سياحية وثقافية، وكمان فيه خطة أكبر لربطها بـ حديقة الأورمان عشان يبقوا مركز بيئي متكامل.


شهادة عالمية: خبراء من كل حتة عشان جنينة الحيوانات!
جون ويرث، المدير التنفيذي للرابطة الأفريقية لحدائق الحيوان والأحياء المائية والحدائق النباتية، كشف عن تفاصيل التطوير الضخم ده. أكد "ويرث" إن إشراك الخبراء الدوليين كان أساسي، وإنهم تواصلوا مع أحسن ناس في المجال ده عشان يضمنوا إن التصميم والتشغيل يكونوا بأعلى المعايير العالمية اللي ماشية عليها الرابطة الأفريقية.

وقال "ويرث" إنهم شاركوا في المشروع من أول الفكرة لحد التصميمات الأولية عشان يتأكدوا إن كل حاجة ماشية صح. وأكد إن التطوير ده هينقل الجنينة للمستقبل، وفي نفس الوقت هيحافظ على تاريخها وبيئتها، وكمان هيدمج ده كله مع أفكار حديثة. "ويرث" شايف إن الهدف الأساسي من المشروع مش مجرد تجديد، لأ ده "تغيير في طريقة التفكير" وتحديث شامل بيهدف "يرجع الطبيعة للناس، وخصوصًا الأطفال".

وأوضح إن النظرة المستقبلية للجنينة مش معناها إنهم هيتخلوا عن ماضيها، بالعكس، هيحافظوا على تاريخها المميز ويدمجوه مع المفاهيم الجديدة. وأشار كمان إن التقدم اللي حصل في المرحلة الأولى من التطوير "مذهل"، وممكن يجيبوا حيوانات جديدة للجنينة.


"ويرث" أكد إن التوعية البيئية بتبدأ من الصغر، وإن المستقبل في إيد الأجيال الجديدة. وقال إن جنينة الحيوانات بالجيزة مش مجرد جنينة، دي "موقع تراثي أفريقي فريد"، ونتيجتها هتكون نموذج عالمي الكل هيتعلم منه.

مساحات للاسترخاء والتواصل مع الطبيعة
"جون ويرث" كمان شدد على أهمية الموازنَة بين الأدوار التعليمية والترفيهية والحفاظ على الأنواع في الحدائق الحديثة، وقال: "لازم نبعد عن فكرة إن جنينة الحيوان مجرد مكان بيعرض حيوانات، لأ دي مساحات للتأمل، للراحة، وللتواصل مع الطبيعة". وأضاف: "التعليم هنا مش بالشكل التقليدي، ده بيتم عن طريق خلق وعي بيئي شامل عند الزائر، مش بس عن الحيوان، لأ ده عن النظام البيئي كله".


وفي كلامه عن التحديات المناخية، أوضح "ويرث" إنه بيفضل يسمي "تغير المناخ" بـ "التحول المناخي"، وأكد إن التغيرات اللي بتحصل في الجو لازم تؤخذ بجدية من إدارات حدائق الحيوان، وإن الحل بيبدأ من جوه عن طريق برامج لمتابعة المؤشرات البيئية وتجهيز الأماكن والعاملين عشان يقدروا يتعاملوا مع التغيرات دي. وأكد إن جنينة الحيوانات بالجيزة سابقة بخطوات كتير للعالمية، لإنها نفذت توصية الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة "IUCN" اللي صدرت في 2024 بضرورة دمج الحدائق النباتية مع حدائق الحيوان، وده هيحصل لما تندمج مع حديقة الأورمان، وده اللي بيخليها ماشية مع المعايير الدولية الحديثة. وأضاف إن جنينة الحيوانات مش بس مشروع بيئي، لأ ده موقع تراثي نادر وفريد في أفريقيا، والحفاظ عليها وتطويرها معناها حماية جزء أصيل من التراث الأفريقي.

رسالة مهمة من خبير عالمي للمصريين
"جون ويرث" اختتم تصريحاته برسالتين مهمتين:

الأولى لإدارة الجنينة: "كملوا الشغل الحلو، والتزموا بالمعايير الدولية، لإن جنينة الحيوانات بالجيزة مش بتمثل مصر بس، دي بتمثل القارة كلها. إحنا محتاجين مشاريع زي دي عشان نثبت إن أفريقيا قادرة تحمي تراثها وتقدمه للعالم بشكل مشرف."


أما رسالته للمصريين فكانت: "افخروا بجنينة الحيوانات بتاعتكم، وادعموها، لإنها مش بس مكان ترفيهي، دي منصة تعليمية وبيئية وثقافية فريدة من نوعها."

وأكد "ويرث" إن رجوع عضوية الجنينة في الاتحادات الدولية هيفتح أبواب جديدة للتعاون زي تدريب العاملين والدعم الفني والتقني، وده هيعزز مكانة مصر في حماية الحياة البرية.

تجربة استثنائية مش هتلاقيها في أي حتة
من جانبه، أعلن محمد كامل، رئيس مجلس إدارة شركة "حدائق"، المسؤولة عن تطوير حديقتي الحيوان والأورمان، إن المشروع ده بيمثل "تغيير جذري" في الترفيه والسياحة البيئية في مصر، بيجمع بين الإبداع والحداثة مع الحفاظ على الطابع التاريخي العريق.

وأوضح "كامل" إن خطة التطوير هدفها تقدم تجربة متكاملة تجمع بين الترفيه والتعليم والحفاظ على البيئة، عشان يحولوا الجنينتين لوجهة سياحية إقليمية وعالمية مش بس للزوار المصريين.


وأشار للتعاون مع "نخبة من الخبراء والاستشاريين العالميين" عشان يضمنوا تطبيق أعلى معايير رعاية الحيوان والحفاظ على التراث البيئي والمعماري، مؤكدًا إن التصميم الجديد بيوازن بين الشكل الكلاسيكي والعناصر العصرية اللي بتجذب الناس.

وأكد "كامل" إن الافتتاح اللي جاي ده هيكون مناسبة للإعلان عن مرحلة جديدة من "الترفيه المستدام"، ووعد الزوار بتجربة استثنائية هتزود السياحة المصرية وتعزز مكانة مصر على خريطة الوجهات العائلية العالمية.

المشروع بيقدم نموذج حديث للوجهات الترفيهية المتكاملة اللي بتناسب كل الأعمار والفئات، معتمدًا على المساحات المفتوحة وربط الجنينتين بنفق بيسمح بسهولة التنقل.

وكشف رئيس الشركة عن أنشطة جديدة وممتعة لمحبي المغامرات، زي عروض حية لـ "أسود البحر والطيور"، وكمان "قبة زجاجية" لحيوان الميركات، وتجربة تفاعلية لحيوان الليمور، ده غير إنك هتشوف أفراس النهر تحت المية!

وأشار كمان لإضافة أنشطة تعليمية وتفاعلية للأطفال والعائلات، زي إنك تقدر تطعم الحيوانات بنفسك وتعمل جولات تعريفية مع مربيي الحيوانات، وده هيخلي للمشروع بعد تعليمي مهم.


ومن ضمن التطوير الشامل ده، الجنينة هتطلق تجربة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وهي إن جزء من الجنينة هيتفتح بالليل! المبادرة دي هتخلي الزوار يقدروا يكتشفوا سلوكيات الحيوانات اللي بتنشط بالليل ويشوفوها في بيئتها الطبيعية خلال ساعات الظلام، ودي تجربة فريدة ومثيرة عمرها ما حصلت في المنطقة.

معايير عالمية ورعاية للحيوانات على أعلى مستوى
أعمال التطوير بتشمل تصميم بيوت الحيوانات عشان تكون أقرب لبيئاتها الطبيعية، وتطوير كل الممرات مع الحفاظ على شكلها التاريخي. ده غير إنهم حافظوا على 8 معالم تاريخية وأثرية جوه الجنينة، أهمها كوبري إيفل، الكشك الياباني، القاعة الملكية، جزيرة الشاي، الجبلاية، والمتحف الحيواني، وده بيزود من قيمتها التراثية الفريدة. العمال شغالين ليل نهار عشان يخلصوا المشروع في الوقت المحدد.

وبخصوص رعاية الحيوانات، الشركة أعلنت إنها دربت 60 متخصص في رعاية الحيوانات، مع الاحتفاظ بـ 12 واحد من الخبراء اللي كانوا موجودين قبل كده وتعيين 48 فرد جديد، ودول خدوا برنامج تدريبي مكثف بيشمل كل حاجة عن صحة وسلامة الحيوانات، وأساسيات التعامل معاهم، ومبادئ الرفق بالحيوان، وفهم سلوكيات الأنواع المختلفة. الفريق اتقسم لخمس مجموعات أساسية: "الطيور، الزواحف، الحوافر، القرود، والحيوانات المفترسة" عشان يضمنوا رعاية دقيقة لكل نوع.


وأكد عبدالفتاح فيظي، العضو المنتدب للشركة، إن الإدارة البيطرية بتتابع الحالة الصحية لكل الحيوانات يوميًا، عن طريق برامج تطعيم دورية وفحوصات دقيقة بالتعاون مع معهد الصحة الحيوانية ومركز البحوث الزراعية.

وشدد على الالتزام الكامل بالمعايير الدولية في إدارة أعداد الحيوانات وتوفير التغذية اليومية المتخصصة وأعمال النظافة، عشان يوصلوا لأعلى مستويات الرعاية والأخلاقيات المهنية. وكمان بيراجعوا دلوقتي بروتوكول شامل للطوارئ عشان يضمنوا التدخل السريع في أي حالة طارئة.

جدير بالذكر إن جنينة الحيوانات بالجيزة، هي الأكبر من نوعها جوه المدن بمساحة 112 فدان، وبتضم حوالي 3 آلاف شجرة ونباتات نادرة وأكتر من 180 فصيلة من الثدييات والطيور والزواحف. الجنينة دي اتأسست في عهد الخديوي إسماعيل كأول جنينة حيوان في أفريقيا والشرق الأوسط، وتالت أقدم جنينة حيوان في العالم. الإرث العريق ده، مع الرؤية الطموحة لشركة "حدائق" والتحالف الوطني، بيخلي الجنينة على أعتاب مرحلة جديدة تمامًا، وهتكون منارة للترفيه البيئي المستدام، ومركز تعليمي وثقافي فريد هيلهم الأجيال اللي جاية ويوعيهم بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي