قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن الاستعدادات اللوجستية والتنظيمية تسير على قدم وساق قبل أقل من عشرة أيام على افتتاح المتحف المصري الكبير، مشيرًا إلى أن ما يجري داخل المتحف وخارجه يمثل حالة من "العظمة المصرية" التي تُبرز هوية الدولة الحضارية وتاريخها الممتد عبر آلاف السنين.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن مظاهر الاستعداد لا تقتصر على المتحف ذاته، بل تمتد إلى الطرق المؤدية إليه، حيث تم تنفيذ أعمال تجميل وإنارة وزراعة أكثر من 3000 شجرة و2000 نخلة، إلى جانب تعليق بنرات وصور ملوك مصر القديمة على طريق المطار والمعادي، فضلًا عن تنفيذ أكثر من 750 لوحة فنية تُجسّد رموز الفكر والفن والرياضة والعلم في مصر خلال العقود الماضية، بهدف خلق هوية بصرية تمهّد للزائر تجربة فريدة قبل الوصول إلى المتحف.
وأضاف شاكر أن المتحف المصري الكبير يُعد أعظم متحف في العالم، وسيظل محور حديث البشرية لقرون طويلة، مؤكدًا أن تصميمه الفريد يجمع بين الحداثة والأصالة، ويطل على الأهرامات التي تُعرف في الحضارة المصرية القديمة بـ"أفق الخلود"، في إشارة رمزية لمفهوم البعث والخلود عند المصريين القدماء.
وأشار إلى أن الزائر سيُستقبل بمسلة الملك رمسيس الثاني، وهي أول "مسلة معلقة" في العالم، تعكس عبقرية التصميم والفكر الديني للحضارة المصرية، يليها تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يُعد من أعظم ملوك التاريخ لما تركه من إنجازات معمارية وحربية.
وبيّن أن المتحف يضم 12 قاعة رئيسية تحتوي على أكثر من 18 ألف قطعة أثرية، تمتد من أقدم فأس بشرية تم العثور عليها في العباسية عمرها 700 ألف عام، وصولًا إلى العصور اليونانية والرومانية، موضحًا أن العرض المتحفي الجديد يعتمد على “السيناريو الموضوعي”، بحيث لا يكتفي بعرض الآثار، بل يروي من خلالها قصة متكاملة عن الملكية والدين والمجتمع والحياة اليومية في مصر القديمة.
وأكد أن من أبرز مقتنيات المتحف المجموعة الكاملة الخاصة بالملك توت عنخ آمون والتي تضم 5398 قطعة تُعرض لأول مرة مجتمعة في مكان واحد، بالإضافة إلى مركبَي الشمس اللذين يُعدان من أعظم الاكتشافات الأثرية في التاريخ، حيث سيتمكن الزائر من متابعة أعمال الترميم لحظة بلحظة داخل قاعات العرض.
وقال إن المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح أثري، بل هو هدية مصر للعالم ورسالة تؤكد استمرار حضارة عمرها سبعة آلاف عام، مشيرًا إلى أن الافتتاح المرتقب سيكون يومًا فارقًا في تاريخ مصر، وبداية لمرحلة جديدة تجعلها في مقدمة الوجهات السياحية العالمية.
