أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن القرآن الكريم أوضح أن الشاكرين لله قلة قليلة، مستشهدًا بقوله تعالى: "وقليلٌ من عبادي الشكور".
وأوضح خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن السبب في ذلك أن الإنسان بطبعه يتطلع دائمًا إلى ما ليس عنده، وينشغل بالمفقود عن الموجود، مما يجعله يغفل عن شكر النعم الحاضرة الكثيرة التي لا تُحصى.
وأشار "تمام" إلى أن الشيطان يستغل هذا التطلع الدائم ليُنسي العبد ما أنعم الله عليه به، فيركز على ما لم يحدث أو ما لم ينله بعد، فيحزن ويترك الشكر. موضحًا أن الشكر الحقيقي هو أن يتذكر الإنسان نعم الله الماضية والحاضرة، حتى لو لم يتحقق مطلبه اليوم، بل ويشكر الله على ما مُنع عنه يقينًا بأن الخير في عدم حصوله.
وأضاف أستاذ الفقه بالأزهر أن الحرمان قد يكون عين العطاء، مستشهدًا بحكمة ابن عطاء الله السكندري: "من لم يعرف قدر النعمة بوجدانها عرفها بوجود حرمانها". داعيًا الناس إلى اغتنام النعم قبل زوالها وعدم انتظار فقدها حتى يعرفوا قيمتها.
وأوضح أن الشكر لا يقتصر على النعم الكبيرة كالرزق الوفير أو النجاح العظيم، بل يشمل دقائق النعم قبل جلائلها، مثل شكر الله عند الطعام والشراب واللباس، مستدلًا بقول الله تعالى عن سيدنا نوح عليه السلام: "إنه كان عبداً شكوراً"، وموضحًا أن نوحًا عليه السلام حاز هذا المقام لأنه كان يحمد الله على كل صغيرة وكبيرة.
وأكد الدكتور هاني تمام، أن الشكر من أجلّ العبادات والمقامات التي توصل العبد إلى رضا الله، ودعا إلى تدريب النفس على استحضار النعم المستمرة وعدم ترك وساوس الشيطان تصرف الإنسان عن رؤية فضل الله عليه.