قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، إن المحبة الصادقة للنبي صلى الله عليه وسلم تظهر أول ما تظهر في الاتباع، موضحًا أن الفرق كبير بين الطاعة والاتباع، فالأولى قد تكون عن خوف أو مجاملة أو حتى هروب من العقاب، أما الثانية فلا تكون إلا عن حب ويقين وراحة.
وأضاف تمام، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن المؤمن حين يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه ينفذ ما كُلِّف به بمحبة واطمئنان، وليس على سبيل الإجبار، مستشهدًا بقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
وأوضح أن هذا ما أشار إليه سيدنا هارون عليه السلام حين قال لبني إسرائيل: {فاتبعوني وأطيعوا أمري}، ففرق بين الاتباع والطاعة، لأن الاتباع هو الطاعة الممزوجة بالحب.
وأشار أستاذ الفقه بجامعة الأزهر إلى أن الصحابة الكرام كانوا يدركون قيمة هذا المعنى، حيث روى سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يحشر المرء مع من أحب»، ففرح الصحابة بهذا الحديث أكثر من فرحهم بأي حديث آخر؛ إذ كانوا يتمنون أن يكونوا مع النبي في الجنة، حتى وإن قصرت أعمالهم عن أعماله صلى الله عليه وسلم وأعمال كبار الصحابة.
وأكد الدكتور هاني تمام أن المحبة الصادقة للنبي ولصحابته الكرام هي التي تعوِّض النقص عند المؤمن، فيُرجى له بها أن يُحشر معهم، مستشهدًا بقول سيدنا أنس: «وأنا أحب رسول الله، وأحب أبا بكر، وأحب عمر، وأحب عثمان، وأحب عليًّا، وأرجو الله أن أحشر معهم وإن لم أعمل بعملهم».